تخطى إلى المحتوى

بشار الأسد, عميل برتبة: ذيل كلب

في الأنظمة الديكتاتورية كتلك التي يتربع على عرشها مجرمون مثل فلاديمير بوتين وبشار الأسد, لا ينطق الإعلام عن عبث, فمنذ أن وصفت إحدى الصحف الروسية رأس النظام المجرم بـ”ذيل الكلب”, كان ذلك تعبيراً عن النظرة الحقيقية التي ترى بها موسكو جزار دمشق.

عندما استخدمت روسيا “الحل الشيشاني” في سوريا فدمرت الحجر والبشر وأحرقت الأخضر واليابس, لم يدر بخلد مؤيدي النظام أن بوتين لا يقبل بأفضل من “قاديروف سوري”, دمية للسخرية والإذلال, شخصية كاريكاتيرية تناسب تماماً شخصية بشار الأسد المهزوزة والخبيثة.

 يمكن القبول بأن “المؤيد” العادي للنظام قد صدق بأن الروس يمكن أن يساعدوا نظامهم مجاناً, لكن قمة الخيانة عند هذا النظام العميل أن جميع جنرالات المخابرات المجرمين مع رئيسهم قد فضلوا أن يستعبدهم الروس ومن قبلهم الإيرانيون على أن يستجيبوا ولو لجزء بسيط جداً من مطالب شعبهم المحقة والتي قاموا من أجلها -سلمياً- في شهور الثورة الأولى.

“الصورة لا تكذب”, هذه المسلمة في العمل الإعلامي تحدثت منذ أيام عن كل شيء, بوتين يزور أملاكه الخاصة في “سوريا”, لا يذهب لعاصمة البلاد ليستقبله رئيسها هناك, بل يستدعي ذلك الرئيس وكأنه خادم بكل ما تحمل الكلمة من معنى, والبروتوكولات التي حدثت في القاعدة, لم يحدث واحد منها أبداً بشكل عفوي, بل تعمدها الروس بأدق التفاصيل, الضابط الروسي يستقبل رئيسه على باب الطائرة و “رئيس البلاد” يقف جانباً, الرئيس الروسي يمضي لإلقاء كلمته و “ضابط” يمنع بشار الأسد رئيس البلاد والضابط برتبة فريق والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة, يمنعه من المشي قرب “نظيره” بل حتى من اللحاق به.

لم ينتهي المشهد بعد, فبوتين يكرم أحد أهم ضباط الأسد “إعلامياً” بوجود رئيسه, وهذا في عرف الدول تجاوز واضح لكل مفاهيم السيادة, وأكثر من ذلك فإنه يثني عليه لأنه ينفذ المهام “الأوامر” المسندة إليه بشكل جيد, وفي جميع تلك المشاهد المتتالية بشار الأسد يضحك كطفل أبله.

كل ما مضى من رسائل قصد بها بوتين شيئاً واحداً: أنا الآمر الناهي اليوم في سوريا, أنا من أنقذتك من السقوط وحميتك من غضب شعبك الثائر فلن تكون اليوم إلا تابعاً لي بالعلن وليس خلف الأبواب المغلقة…

في شهور الثورة الأولى, ولأن السوريين يعرفون جيداً إجرام نظامهم وحجم التأييد الدولي له, كانوا يتجنبون الهتاف العالي بإسقاط النظام,  طالبوا في درعا بالعدل وإطلاق سراح أطفالهم, في حمص طالبوا بإسقاط المحافظ, في دمشق هتفوا بوحدة الشعب السوري وكان يحدوهم الامل بأن يتعظ هذا النظام من مصير الطغاة ويرفع ولو جزءاً بسيطاً من الظلم الذي مارسه بحقهم عبر عقود.

لكن بشار الأسد ومن حوله جنرالات الظلام أبوا إلا أن يحرقوا البلاد, وأعلنوها صراحة أنه لا مشكلة عندهم في أن يعود عدد سكانها كما كان حين اغتصبوا الحكم, ما يعني قتل الملايين وتهجيرهم, واستمروا في طغيانهم حتى أصبح مقام رئيسهم مقام “ذيل الكلب” بنظر من استدعاهم لقتل شعبه.

يعيرنا النظام ومؤيدوه في كل مناسبة بتبعيتنا للخارج, هذا الخارج الذي تعب حتى اليوم ليجد عميلاً مثل بشار الأسد في صفوفنا ولم يجد, ولن يجد, لأننا ومهما شاب ثورتنا من أخطاء, لم ولن نقبل  أن يصبح أ حد منا كبشار الأسد ومؤيديه, عميلاً برتبة “ذيل كلب”.