تخطى إلى المحتوى

مظاهرات إيران .. نور آخر النفق

شهدت إيران خلال الفترة الماضية تحركات كبيرة إنتشرت في كافة أنحاء البلاد بشكل سريع ، رغم عدم كثافتها إلاّ أنها قد تكون نور آخر النفق في المنطقة .

تحركات لا تتحول إلى ثورة ليست كفيلة بإجراء تغيير سياسي بلا شك ولكنها حق مشروع و مطالب يجب أن تدعمها كل الشعوب التي تناضل من أجل حريتها .

الإنفتاح على الشعب الإيراني مهم وضروري فعدونا هو حزب الملالي الحاكم ، الصفويين الذين كانوا أداة الغرب لإرهاب العرب على مر السنين .

مطالب الشعب الإيراني حق لهم ككل الشعوب في العالم ويجب تأييدها مهما كانت إنتماءاتنا فخلافنا مع الإيرانيين يتركز على تعامل حكومتهم مع قضيتنا وإحتلال جيشهم وميليشياتهم لأرضنا .

لربما المشاكل الداخلية إذا تضخمت تدفع الحكومة الإيرانية بسحب قواتها من سوريا مما يضعف نظام الأسد ميدانياً فتقفد إيران السيطرة على ماتسميه الطريق الأخضر الذي يربط بين الموصل و سوريا و إيران .
المشاكل الداخلية إن تفاقمت واستمرت مظاهرات الشعب المحقة ستضطر الحكومة الإيرانية لخفض الدعم المادي واللوجستي عن ميليشياتها في الشرق الأوسط .

إيران بحرسها الثوري و حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن أفسدت بلادنا و إحتلت أرضنا وسرقت ثرواتنا وقتلت أبناءنا خلال سنوات طويلة وهم أعداؤنا حتى ننال حريتنا المسلوبة ولعبت دوراً أساسياً للحفاظ على النظام الطائفي في سوريا وعاثت فساداً في اليمن والعراق والبحرين والسعودية.

وفي قراءة للتاريخ ندرك بأن الثورة الإيرانية التي أوصلت نظام الملالي للحكم كانت بعيدة كل البعد عن معايير النجاح فلم تحقق حرية الناس ولم تضمن حياة كريمة لهم ولذلك شنت ضد ثورات الربيع العربي حرباً طائفية همجية لا نهاية لها غير تغيير جذري في القيادة السياسة في إيران .

على الدول العربية مقاطعة إيران وعدم دعم نظامها الحاكم مهما إلتقت مصالحهم مع نظام الملالي.

تصريحات ترامب لا يعول عليها لأن أميركا على مر السنين كانت أكبر داعم لديكتاتوريات المنطقة ، كما أن إسرائيل والولايات المتحدة تلعبان لعبة شد الحبل مع دول المنطقة عبر إيران ، وهنا التقت مصالح الدول الثلاثة معاً لإحكام السيطرة على الوطن العربي .. فإيران تستمد شرعيتها من شعاراتها المناهضة لإسرائيل فتنال دعم شعوب لم تفطن لخطورتها .
إسرائيل كذلك تفرض نفسها أمام تهديدات إيران الكاذبة كدولة مستهدفة لتنال تعاطف المجتمع الدولي .

من وجهة نظر الشارع السوري الثائر وبسبب إنتهاكات إيران المتكررة بحقنا وبسبب وقوفها سداً منيعاً حال دون سقوط نظام الأسد ولأنها ساهمت مع حزب الله بتهجير السوريين السنة ، فإننا نقف مع كل حراك ضد القيادة الإيرانية ونشجع الشباب الإيراني على إتخاذ خطوات أكثر جدية في مناهضة حكومتهم ، مع التذكير بأنّ إيران بحكومتها الحالية هي قرن الشيطان وهي الخطر المطلق في المنطقة فهي تسعى لإبادة الجميع من أجل تحقيق مخططاتها الطائفية والإستعمارية ، ومن بلادنا الصامدة في وجه المشروع الصفوي ندعم أي حراك شعبي ضد النظام الإيراني . فالمنطقة مشتعلة وحتماً تحتاج إلى تغيير وإقتلاع للطغاة من جذورهم حتى تهدأ ويعود الأمان من جديد .