لم يبق تنظيم أو حزب في العالم لم يناهض ثورة الكرامة ويقف بوجهها و يبني على دماء شبابها دولته المزعومة ويحقق أهدافه غير المشروعة.
إلى جانب داعش يأتي تنظيم “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، الذراع السوري لتنظيم “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، الذي طالبت المعارضة السورية بتصنيفه تنظيمًا إرهابيًا ، وذلك بعد أنّ سلّمت المعارضة السورية منظمة الأمم المتحدة، تقريرًا يتضمن خروقات وجرائم هذا التنظيم في المناطق المحررة والتي خضعت لسيطرته . كما فعلوا في منغ وتل رفعت تحت غطاء السلاح الجوي الروسي.
إن التنظيم الذي يقع تحت تأثير نظام الأسد وإيران وروسيا ، ويتعاون من حين لآخر مع تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش ، يقوم منذ عام 2013 بشكل ممنهج بإجبار العرب والأكراد المعارضين لسياستهم على مغادرة أراضيهم في المناطق الخاضعة لسيطرته، ويدمر مناطقهم من خلال هدم وحرق منازلهم.
وقد وثقّت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدمير 26 قرية بشكل كامل، و40 قرية بشكل جزئي، وإخلاء 48 قرية في محافظة الحسكة وحدها (شمال شرقي سوريا) بيد قوات (YPG )
في منتصف 2015 دعمت الولايات المتحدة الأميركية التنظيم بحجة مواجهة داعش مما أدّى إلى تصاعد عمليات التهجير ، فقد كان التنظيم يهددّ العرب أنّه في حال لم يتركوا منازلهم سيتم تدمير قراهم بالغارات الجوية .
وثقت المنظمات الثورية والحقوقية إضافة إلى كلّ ماسبق ، عمليات تجنيد إجبارية في صفوف ال PYD حيث تم تسجيل حالات تجنيد أطفال و قاصرين .
كما تمّ التأكد من منع الحزب لأهالي الرقّة من العودة إلى منازلهم بعد سيطرتهم عليها .
لم تنتمي القوات الكرديّة الإنفصاليّة يوماً إلى الثورة بل على العكس ، كانوا أعداءً للفصائل الثورية ، وجاءت الأحداث الأخيرة تنكئ الجراح ، والذاكرة مليئة بالقصص ، أبرزها حادثة مقتل عشرات من عناصر الجيش الحر، بعضهم من ثوار مدينة حمص،الذين قتلوا في كمين نصبته الوحدات الكردية قرب مدينة عفرين في ريف حلب، ثم قامت الوحدات بوضع الجثث على ظهر شاحنة معدة لحمل الدبابات، وجابت شوارع مدينة عفرين بين المدنيين ، انتشرت صور الشهداء على مواقع التواصل الإجتماعي في مشهد يتجاوز حقوق الإنسان و يقف مرتكبوه إلى جانب أعداء ثورتنا صفاً بصف .
عرفوا منذ ذلك الوقت بالميليشيات المسلّحة التي تقاتل فقط لخدمة مشروعها الإنفصالي ، الذي يتعارض مع مشروع الثورة السورية والشعب السوري الذي لا يقبل بتجزئة الأراضي السورية سواءً على أساس عرقي أو ديني .
إنّ هذه الميليشيات إضافة إلى داعش وكل الحركات المشابهة مهتمتها زيادة الشرخ بين المناطق المحلّية من أجل تقسيمها وذلك من خلال سياسة بربرية وحشية تجاه الشعب والمدنيين .
مع متابعة الأحداث الأخيرة و ردود الفعل القلقة للعملية العسكرية التركية فإننا وبعد أن فاض الكيل نقف مع كلّ التحركات التي تمنع التقسيم و تضع حدوداً للميلشيات المسلّحة التي تستغل ثورتنا لتحقيق مخططاتها . العملية الموجهة ضد YPG الجناح العسكري لـ PYD المدعوم أمريكياً
و إننا مع الجيش الحرّ الذي يشارك في عملية غصن الزيتون التي ستحرر عفرين وما حولها من الميليشيات الإنفصالية وتمتد إلى منبج كما صرّح الرئيس التركي .
وبينما نسمع صوت طبول الحرب فإننا نوجه رسالتنا إلى الشعب الكردي الذي شارك معنا مظاهراتنا السلميّة بأن ينأى بنفسه عن تصرفات الأحزاب القمعية ، و يقف مع ثورة الكرامة ، ثورتنا حتى النّصر .
وكما ذكرنا سابقاً نعيد و نكرر بأنّ الثورة السورية هي التي ستضمن للأكراد حقوقهم التي سلبها نظام الأسد منذ عشرات السنين ، و لن يعيدها حزب ينهب الثروات تحت غطاء قومي و يتحالف مع الشيطان من أجل مصالحه الخاصة وحلم الإقليم المزعوم.