تخطى إلى المحتوى

في حي الوعر المحتل … تزعجهم المقابر!

ضجت مواقعُ التواصل الإجتماعي بتصريحٍ صادرٍ عن محافظِ مدينة حمص طلال البرازي ، و الذي أفاد بإقتراب موعد إزالة مقبرة الشهداء من حي الوعر بعد تهجير أهالي الحي من حيهم ومدينتهم .

و لم أُصدم من هذا الخبر ، فقد سبقَ و نقلوا مقابر من باباعمرو و حمص القديمة وغيرهما بطريقةٍ وصفوها بالمشروعة فلا مكان للمقابر في الحدائق والأراضي الزراعية التي هي ملك لأهلها، لكن طريقتهم المشروعة تلك لم تتح لأهالي الشهداء زيارتهم في الأماكن المجهولة التي نقلوهم اليها، فمن ذا الذي يجرؤ على الإعتراف أو السؤال عن فلذة كبدهِ الذي بذل الدماء من أجل االله والوطن والثورة !

و لا تغفرُ تصريحات الموالين المهللين لهذه القرارات الهدامة ، فأسموها “مقبرة مسلحين الوعر” نعم ، هكذا أسموها بعدما تبدلت في أذهانهم أدوار الضحية و الجلاد فأصبح الحقد الدفين في أعماقهم ظاهراً و تناسوا أن شهداء الكرامة هم صنيعة قذائفهم و غاراتهم التي إستهدفت حي الوعر طوال سنوات حريته.

و جهراً إستحسنوا إزالتها و إزالة من فيها أولئك الأحياء الأموات و الذي يفوق عددهم ال2000 شهيد جلهم من النساء و الأطفال الذين قضوا تحت نيران الحقد المتواصلة، فيما إكتفوا بوصفهم بالمجرمين و القتلة مشّرعين بذلك عملية إزالة المقبرة كما أزالوا مقابر حمص القديمة التي هجروا أهلها و سكانها و تركوها خاوية على عروشها.

أستغربُ تصريحات محافظ مدينة حمص عن كون المقبرة حديقة عامة سابقاً، متناسياً أن حكومتهُ منعت إخراج الحيّ و الميت من حي الوعر فكيف يلامُ أهل الحي إن إختاروا حديقة تابعة لبرج سكني مكاناً يدفنون به شهدائهم و يقومون بزيارته في كل عيد ومناسبة ؟! كما لم أستغرب تقاضيه لمبالغ مالية ضخمة لتسوير المقبرة و منع ماتبقى من أهالي الحي من زيارة أبنائهم وذويهم ، و أعلم في قرارة نفسي أنهم سينجحون في إزالة المقبرة فلا وجود لرادع دولي أو إنساني يمنع جريمتهم و يقاضيهم على إفساد راحة الأموات !.

بتنا على موعدٍ مع جريمةٍ أخرى يرتكبها الجلاد بحق قضيتنا ،في ظل إرتكاب مئات الجرائم بحق أهلنا في إدلب و ريفها و في الغوطة الشرقية ، فهل تجد أجساد شهدائنا مكان في هذا العالم ترقد فيه بسلام.