تخطى إلى المحتوى

في ذكرى الرحيل الرابعة … تعرّف على عين القصير وعدستها

طراد الزهوري هو أخي الذي لم تلده أمي ، عرفته وعرفني حياةً وثورةً وتفاصيلاً فكنّا لبعضنا المعنى والوجود .

اليوم يتجدد الحزن بتجدد ذكرى رحيله ، ففي مثل هذا اليوم ودعّتني السعادة للأبد . وترك طراد مكانه فارغاً في حياتي فلم يتقن هذه الثورة أحد مثله .

الشهيد طراد الزهوري ( ١٩٧٥ – ٢٠١٤ ) نشأ في مدينة القصير بريف حمص،  فارق الحياة في مثل هذا اليوم نتيجة اختراق شظية  رأسه، أثناء تغطيته لمعركة يبرود في جبهات القلمون حيث نقل إلى عرسال وارتقى بعد خمسة أيام شهيداً لا تفارقنا ابتسامته .

خسرت الثورة طراد وغيره من أصدق الشباب و أشدهم إخلاصاً كما خسرناهم نحن سنداً لنا في الصعاب . لقد كان طراد صديقاً مقرّباً ، محببّاً إلى قلبي ، كنا نمضي وقتاً طويلاً معاً ونذهب للمعارك سويّة ، لا نفارق بعضنا مهما حصل . بغياب العائلة أصبح أحدنا للآخر بمثابة العائلة التي تحتضن الخوف و الأحزان وتعين على الدرب الطويل .

بدأ طراد عمله الثوري كصوت يصدح بالهتافات على  أكتاف المتظاهرين ، يرفع اللافتات ويصوّر المظاهرات السلميّة في مدينته القصير .

أنشأ صفحة عدسة القصير  ، التي كانت مصدراً هاماً للعديد من المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية حيث تنقل منها أخبار القصير والفيديو والصور التي يقوم طراد بالتقاطها مستخدماً كاميرا متوسطة.

مع بداية العمل المسلح انتقل طراد لتصوير المعارك ، يلاحق القذائف والصواريخ و يمضى إلى الجبهات يصوّر اشتباكات الثوار مع مرتزقة النظام وميلشياته .

بعد سقوط القصير بيد حزب الله اللبناني ، انتقلنا أنا وطراد إلى القلمون ، تعاهدنا على الثورة ما أحيانا الله ، وتعاهدنا على الموت معاً في سبيلها .

حتى جاء ذلك اليوم الذي بشّرني طراد بقرب استشهاده فقال لي ( سأسشتهد قبلك يامان )

خفق قلبي خوفاً ، كنت مرتاحاً لفكرة أننا سنعيش معاً ونموت معاً .

بعدها بأيام قليلة أصيب طراد وارتقى .

في الذكرى الرابعة لاسشتهادك لا تزال تشرق فيني كلماتك و حركاتك وضحكاتك فأنا لا أعرف ماذا  أقول في محراب صدقك يا رقيق القلب يا شقيق الروح . ولكن شاء الله أن تستشهد وأبقى لا أحيد عن وصيّتك ولا أتخلّى عن الثورة .