تخطى إلى المحتوى

الغوطة الشرقية في حضرة الأمم المتحدة … فهل يفي العالم ذمته

الغوطة هي الأرض التي تبدأ فيها الثورات وتنتهي ،

وهي التي يُهزم على حدودها الجمع ويولون الدبر .

خلال الأيام الماضية كان الموت يُصبّ ، حمماً وجحيماً ، حقداً وغلّاً ، يريدون كسر النفوس وتدميرها ، يسكبون اليأس من طائراتهم فلا يجدون قلباً يستقرّ فيه !

تتناثر أشلاؤنا ؟ نعم

تتمزّق الأجساد إرباً ؟ بدون شكّ

تتهاوى بيوتنا ؟ أكيد

ولكنّنا لا نستسلم ، ولا تنال وحشيّتهم من عزيمتنا ،

ولا يستطيعون اختراق معنويات ظنّها بالله خير و له مخلصة .

جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء ، انطلقت الصرخات وترددت صداها حول العالم . نظّم السوريون وقفات عديدة في مدن بعيدة تضامناً مع الغوطة ، وتثميناً وتقديراً و إجلالاً لصمودها … فخرجت المظاهرات المناهضة للهجمات الروسية في كلّ من اسطنبول ، هولندا ، كندا ، الأردن وغيرها .

كما أشعل السوريون مواقع التواصل الإجتماعي متداولين الصور القادمة من الغوطة عبر صفحاتهم وحساباتهم غضباً وقهراً وعجزاً أمام الإبادة الطائفية واستباحة دماء أهل الغوطة بتلك الوحشية !!!

إنّ الحقد الروسي الذي شهدته الغوطة خلال الأيام الماضية يحتاج للغات جديدة للتعبير عنه ، فمن المستحيل اختصار الآلام وقهر الرجال وبكاء الأطفال بأحرف مرتبّة في سطور .

أمّا و بعدَ أن طال تفرّقنا واختلافنا على تفاصيل هذه الثورة ، تجمعنا الغوطة من جديد ، فسطاط أهل الأرض وخير المدن ، فاكهة الدّرب ، عروس نضالنا و ربيعنا الدائم .

تجمعنا ، و تجبرنا أن ننتفض ، كخليّة نحل تئز لا نكلّ ولا نملّ نريد لأخبارنا أن تزعج هذا الكون وتقضّ مضجعه . فنبقى مقصّرين ، عاجزين ، وتحت ضلوعنا يئن الجرح ولكننا معكم عوناً وسنداً لكم للبقاء .

ساندت الغوطة في محنتها كلّ المدن المحررة موجهين رسائل التضامن ، كما أعلنت الفعاليات الثورية حملات تضامن ووقفات تنديد ضد الصمت الدولي على جرائم الأسد وتخاذل الفصائل بالتخفيف عن أهل الغوطة، نعم خرجت المدن الجريحة نصرة للغوطة !!!!!

من ادلب وريفها إلى ريف حلب الشمالي والجنوبي وصولاً إلى جنوب دمشق وريف حمص الشمالي ودرعا .

وبينما يمضي المجرم في حربه ، يجتمع مجلس الأمن لتمرير المشروع الكويتي السويدي متفقين على هدنة مدتها ٣٠ يوماً . يستغلها المجرمون اليوم بالإقتحام البرّي فيهزمهم الثوار المرابطون مكبدينهم الخسائر .

ثلاثون يوماً هدنة قصيرة خرقها الطيران والمدفعية والراجمات اليوم دون خجل، ولا رحمة ، ليمنع القصف المحاصرون من أن يلملموا جراحهم وأوجاعهم وأحزانهم .

ثلاثون يوماً مضت منها ليلة واحدة لتعود آلة الحرب والموت تطلق صواريخ الغدر برعاية دول العالم ومجلس الأمن .

لا نهاية لثورتنا فمن أرصفة مدنكم الحزينة ينبثق الحلم من جديد ! لا يموت ! لا يستكين ! ونبقى نحن كما عهدتمونا معكم في السراء والضراء، ولسه بدنا حريّة .