تخطى إلى المحتوى

في الذكرى السابعة لانطلاقة الثورة .. سنبقى أوفياء

يقولون إن الطيور التي تولد في القفص، تعتقد بأن الطيران جريمة . وهكذا نحن ولدنا في قفصٍ وجدنا فيه آباؤنا يسمونه وطن ،  إلى أن سمعنا الصرخة الأولى !! ولدنا مرّة أخرى معها ، تشكّلنا بالثورة و أشغلت حواسنا بطريقة جديدة مختلفة أشرقت بها حياتنا . ولدنا نعم!! وحلّقنا بعيداً في السماء العالية بعد أن كسرنا في داخلنا الخوف وغلبناه .

نحن الثائرون الذين اسوّدت وجوهنا حين سقطت منازلنا فوقنا ، نحن الذين بُترت أطرافنا ، وفقدنا الأحبة ، وذبح أطفالنا في الحولة ، وقتلونا في البيضا ، نحن الثائرون الذين اختنقنا بالكيماوي و أحرقونا بالنابالم ، نحن الذين تشظّت قنبلة الغدر في أجسادنا حتى كدنا نموت أو متنا .
نحن المعتقلون في السجون ، الراحلون إلى المجهول . نحن الذين أبحرنا فابتلعَتنا الأعماق المالحة !! نحن الصامدون في الحصار في حمص وإدلب وحلب والغوطة ، نحن الذين ولدنا وأدركنا أن العتمة هي نور لنا ، وأن النفق لو أظلم هو دربنا و لابدّ أنّ نصل . نحن القاشوش وطارق الأسود ،نحن غياث ومشعل ،نحن طراد وخالد ، نحن باسل شحادة ورامي السيد ،نحن صورة الشهداء ..

نحن الصالح و الفرات قادةً وقوةً وحكمةً ، نحن الدفاع المدني بتضحياته العظيمة . نحن الخبر اليقين والإعلام . نحن الحق ! نحن أعداء الطغاة . لا نهزم ! نعدّ ثمانية سنوات من عمرنا ، عمر الثورة ، ثورة وجودنا وهدفه وأعظم معانيه ، ولم نهزم ! في ذكرى الثورة نكتب لعلّ هناك من يهمه أمرنا ،  نقبض على الثورة كجمرة من نار ، نسمّي بلادنا باسمها لكي تظل خالدة ، لكي تتمسك أرضنا بالحياة . نقاوم رغم أجسادنا المثخنة بالجراح ، رغم معراج أرواحنا نحو السماء .

الثورة لاتموت قد تتراجع أمام هذا التسلط والعنف الممنهج  الذي تمارسه الدول العظمى والأسد تجاه بلادنا ولكنّها لا تموت في قلوبنا تجري كالدم في عروقنا؛ حمراء لونها كما لون الحرب .
لا تموت الثورة قد تمرض  و تتخدر بسبب الخوف والعجز بسبب كثرة الموت الذي يحيط بنا بسبب حظنا العاثر من  العالم وحكامه ، فيبقى فقط من يملك طاقة إيجابية يداوي بها جراحنا ، و يبقى من لايملك خياراً آخر سوى البقاء ، ويبقى من يرى أنها حربه الأخيرة مع هذا الكون الظالم و أنّ حقاً هناك وهج يشع من بعيد يستحق أن يمضي هو ورفقاه لأجله .

ونبقى نحن الثائرون الذين ولدنا ، وأمّنا الثورة ، نختارها مرة ثانية وثالثة ثم مرةً أبديّةً لا نفرّط فيها ولا نتخلى عنها . نختارها منهجاً وحياةً وحرباً ومبادئاً نعيش بها ولها ونموت في سبيلها . في ذكرى الثورة سنبقى أوفياء للصرخة الأولى.

1 أفكار بشأن “في الذكرى السابعة لانطلاقة الثورة .. سنبقى أوفياء”

  1. تنبيه Pingback: نظام الأسد يعتزم افتتاح سجـ.ناً جديداً غربي حمص (صور)

التعليقات مغلقة.