خال من الطائفية !
لم يترك نظام الأسد الطائفي – منذ اليوم الأول للثورة السورية- فرصة لإفراغ السنة في سوريا ليحدث تغييرا ديموغرافيا ويحول البلاد التي كان السنة يشكلون غالبية تركيبها السكاني، لاقليات متناثرة في أماكن عدة ويسيطر على أماكن تجمعهم السابقة ويسلمها لمليشياته الطائفية.
ولعل ما يحصل هذه الأيام في ريف حمص الشمالي هو نسخة مكررة لما حصل في مناطق عدة بدءا من حمص القديمة ووصولا لدوما، تختلف المعطيات والظروف وتتشابه النهايات، لذا فان لم نستفد من التجارب السابقة في معركة ريف حمص الاخيرة فنحن الخاسر الأكبر.
ولأن من يمتلك زمام المبادرة هو من يحقق المكاسب الأكبر ،
ولنحقق الفائدة الأفضل لوجود السنة في المنطقة، ولمنع التغيير الديموغرافي الذي يحاول النظام خلقه في الريف الشمالي لحمص أرى أننا بحاجة لتغيير عاجل في توزع فصائل المعارضة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في آخر معاقل الثورة في حمص.
اذ لابد وبأسرع وقت من فك الارتباط جغرافيا بين المدنيين والراغبين في التسوية من جهة وبين الراغبين في المقاومة من جهة آخرى وذلك للحفاظ على بقاء السنة في حمص ديمغرافيا .
كما يجب أن يتمركز الراغبون في المقاومة بعيدا قدر المستطاع عن حواضر البلدات السنية ذات الكثافة العالية وأن يختاروا موقعا يمكنهم من الضغط على النظام لإحداث التوازن في حال اشتداد القصف عليهم مستقبلا وأن ينقلوا معهم السلاح الثقيل والمتوسط الى المناطق التي سيخرجون إليها.
ومن الأفضل تمركز المقاومين الاكثر راديكالية قرب قبة الكردي بينما يتمركز باقي المقاومين بأقصى الغرب .
إن فك الارتباط بين الراغبين في التسوية وبين الصامدين يخلق واقعا جديدا يحرج المحتل الروسي أمام الاتراك، ويخلق واقعا جديدا في الريف الشمالي ويضع النظام في وضع محرج لن تقبله مليشياته الطائفية ولكنه سيضع المفاوض الروسي عن النظام تحت ضغط القبول بالواقع الجديد.
ومن يملك زمام المبادرة لخلق واقع جديد بالريف الشمالي سيحصل على أفضل المكاسب الممكنة، لذا يجب فورا المبادرة بإعادة انتشار المقاومين بعيدا عن حواضر السنة .