قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن تنظيم “داعش” ما يزال يحتفظ بما يزيد عن 30,000 مقاتل في سوريا والعراق، مما يشير إلى انتعاش التنظيم على الرغم من كل الانتكاسات التي مر بها.
وتشير الصحيفة إلى أن الأرقام الجديدة هي أعلى بكثير من تلك التي قدرت سابقاً عدد مقاتلي التنظيم، خصوصاً بعد الهزائم الكبيرة التي مني بها في معاقله الرئيسية في سوريا والعراق.
وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي لم يعلن أي أرقام جديدة للتنظيم منذ العام الماضي؛ إلا أن تصريحات المسؤولين العسكريين أشارت إلى أنه لم يتبق لدى التنظيم أكثر من 10،000 مقاتل.
المسؤولون العسكريون رفضوا التقييمات الجديدة، إلا أنهم مع ذلك رفضوا إعطاء أرقام بديلة، معتبرين ذلك ضد السياسة العسكرية المعول بها. ففي بغداد قال المتحدث العسكري الأمريكي الكولونيل (شون ريان) إن الأرقام “تبدو عالية”، لكنه أضاف أنه “مع كل المتغيرات، لا توجد طريقة فعالة لمعرفة ذلك”.
وأضاف “داعش يشكل تهديداً طالما بقيت لديه القدرة على شن هجمات إرهابية في أي مكان، وسنلاحقه حتى يتم هزيمته بالكامل”.
وتشير (واشنطن بوست) إلى أن تقرير الحكومة الأمريكية الجديد قد تم تسليمه إلى وزارة الدفاع، كما أن التقرير أشار إلى أن تقديرات عدد المقاتلين “تختلف بشكل حاد بين المصادر وعلى مر الزمن”.
وتم تسليم التقرير إلى الكونغرس من قبل “المفتش العام الرئيسي” وهو مكتب تم إنشاؤه في 2013 للإشراف على عمليات الجيش الأمريكي ضد تنظيم “داعش”. وبحسب التقرير، يعتقد المسؤولون في وزارة الدفاع أن عدد المقاتلين في العراق يبلغ ما بين 15,500 إلى 17,000 مقاتل بينما يصل عددهم في سوريا إلى 14,000 مقاتل.
تهديد سوريا والعراق
وينوه التقرير الثاني الذي تقدم به “فريق رصد العقوبات ودعم التحاليل” التابع للأمم المتحدة، إلى رقم مماثل للتقرير الأمريكي الجديد. حيث نقل عن إحدى الدول الذي لم يسمها الاعتقاد بوجود ما بين 20,000 إلى 30,000 مقاتل موزعين بين سوريا والعراق، ومقسمين تقريباً بالتساوي.
وينشط بعض المقاتلين في المعارك بينما يختبئ آخرون ضمن المجتمعات أو في المناطق النائية. ويتضمن الرقم الجديد عدداً لا بأس به من المقاتلين الأجانب.
وكان يُعتقد إن تنظيم “داعش” استطاع حشد جيش قوامه 100,000 مقاتل في ذروته، انتشر عبر المناطق الواسعة في سوريا والعراق، أيام إعلانه لخلافته. كان من بين هؤلاء، حوالي 30,000 مقاتل أجنبي من جميع أنحاء العالم، هرب عدد قليل منهم عائدين إلى بلادهم.
ومع ذلك يؤكد التقريران الجديدان، أن تنظيم “داعش” لا تزال لديه قدرة كبيرة على تهديد استقرار العراق وسوريا على الرغم من اندحاره من معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها.
وبحسب الصحيفة، فإن التقارير ترى أن الحملة العسكرية ضد “داعش” لا يزال لديها طريق طويل قبل إعلانها هزيمة “داعش”، على الرغم من تأكيد (ترامب) في الشهر الماضي أن المعركة ضد التنظيم انتهى منها حوالي 98%.
حفاظ التنظيم على هيكليته
وتؤكد الصحيفة أن التنظيم ما يزال يحتفظ بالبيروقراطية التي أنشأها بحسب تقرير الأمم المتحدة، وذلك على الرغم من فقدان معظم الأراضي التي يسيطر عليها ومقتل عدد كبير من قادته وتعطل هيكليته. كما يحتفظ زعيم التنظيم (أبو بكر البغدادي) بالسيطرة العامة على الرغم من اضطراره إلى تفويض السلطة عبر مناطق واسعة.
“الانضباط الجماعي لتنظيم داعش في العراق ما يزال سليما” بحسب ما جاء في التقرير “مكتب الأمن والمالية العامين لدى داعش سليمان، ولا يزال مكتب تنسيق الهجرة واللوجستيات التابع للمجموعة سليماً، على الرغم من مقتل رئيسه ومواجهته صعوبة في التواصل”.
ويشير التقرير الحكومي الأمريكي إلى أن ما يقدر من 4,000 إلى 6,000 مقاتل من المقاتلين المتواجدين في سوريا والبالغ عددهم 14,000 يتواجدون في جيوب متاخمة للمناطق التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي وحلفاؤه.
وفي تعليقه على التقارير الجديدة قال الجنرال (فيليكس غيدني) نائب قائد القوات البريطانية للدعم وللاستراتيجية، والذي يقدم الدعم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، إنه يعتقد أن هنالك على الأقل 1,000 مقاتل للتنظيم ينتشرون في الجيوب المتبقية.
الجنرال، الذي تحدث من بغداد أشار إلى أن الأرقام عالية، إلا أنه في الوقت نفسه لم يقدم تقييماً بديلاً عن تلك الأرقام التي وردت في التقارير.
المصدر : اورينت