تخطى إلى المحتوى

الخطة التي اقترحتها تركيا لإيقاف الهجوم على إدلب

قال تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن الهجوم المتوقع أن يشنه نظام الأسد ضد إدلب قد تم تعطيله بشكل مؤقت، وذلك على خلفية تزايد التوترات بين تركيا وروسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تسعى في الوقت الحالي لإقناع “الجماعات المسلحة” بإخلاء محافظ إدلب، وذلك بهدف تجنيبها حرباً حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى خلق أسوأ كارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين.

وكانت القوات الروسية بالتعاون مع قوات النظام قد شنت العشرات من الغارات الجوية خلال الأسبوعين الماضيين، مع تحضيرها لشن عملية برية لاستهداف إدلب.

“يبدو أن هنالك نوعاً من أنواع التوقف” قال أحد مسؤولي وزاره الدفاع الأمريكية على دراية بالتطورات الأخيرة في سوريا للصحيفة، وأضاف “يوجد لديهم شعور، بأنهم غير مستعدين للمضي قدماً”.

وكان المبعوث الروسي لسوريا (ألكسندر لافرينتيف) قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع، إن التوصل إلى حل سلمي في إدلب لا يزال ممكناً، في حال تمكنت تركيا من الفصل بين المعارضة المعتدلة والمتطرفين حينها “من الممكن الامتناع عن استخدام القوة العسكرية”.

وتشير الصحيفة إلى وجود توافق لدى الحكومات الغربية بضرورة عدم السماح للمتطرفين باتخاذ إدلب ملاذا آمناً لهم؛ إلا أنهم في الوقت نفسه لم يقدموا أي اقتراحات بديلة عن الهجوم العسكري الذي يحشد له نظام الأسد.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية مهددة بالتدخل في إدلب في حال تم استخدامها.

وتشهد نقاط المراقبة التركية تحصيناً متزايداً يشمل الدفع بالمزيد من القوات البرية، بالإضافة إلى الدبابات مع تجميع للقوات العسكرية على الحدود التركية – السورية، وذلك بهدف منع المدنيين السوريين الفارين من القتال، بحسب ما أوردت الصحيفة.

مواجهة تركية روسية؟

وتنوه الصحيفة في تقريرها إلى تعقيد اللعبة في الشمال السوري، بسبب وجود العديد من المصالح الأجنبية هناك؛ إلا أنها تمثل في الوقت نفسه خطراً على تركيا، التي تشعر بالقلق من أن يؤدي أي هجوم عسكري على إدلب بكارثة نزوح نحو حدودها. وعلى هذا الأساس تسعى للحفاظ على موطئ قدم لها في إدلب.

كما تسعى تركيا، إلى لعب دور في تشكيل السياسة السورية بعد الحرب والمشاركة بإعادة إعمار البلد الذي مزقته الحرب.

وأدى استعداد قوات (الأسد) لشن هجوم على إدلب، إلى وضع تركيا وروسيا على طرفي نزاع، خصوصاً مع استعداد القوات الجوية الروسية لاستهداف مناطق تحتوي على قوات تركية.

وكانت تركيا قد أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مورك، شمال حماة، حيث تتواجد نقطة مراقبة تركية عبر الطريق السريع الذي يمتد من دمشق إلى حلب مرورا بإدلب.

مع ذلك، قال دبلوماسيون غربيون إن المواجهة العسكرية المباشرة بين روسيا وتركيا غير محتملة.

وبحسب الصحيفة، فإن تركيا التي لم تدفع بأي تعزيزات عسكرية سواء على شكل قوات بشرية أو معدات ثقيلة باتجاه نقطة المراقبة بالقرب من جسر الشغور، غرب إدلب، وذلك لأنه من المتوقع أن تتعرض المنطقة للهجوم أولا.

خطة لإخلاء إدلب

الخبير التركي في “المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية” (أسلي أيدينتاباس) قال للصحيفة: “أعتقد أن الروس ليسوا سعيدين بالموقف التركي، إلا أنهم يقدرون العلاقة معها إلى درجة كبيرة. لا أعتقد أنهم سيعرضون هذه العلاقة للخطر بالكامل”.

وتدعي روسيا أن المتشددين يشكلون تهديداً على قواتها في سوريا، بما في ذلك الطائرات المسلحة بدون طيار. ولمعالجة هذه المخاوف، اقترحت تركيا على الروس، خطة جديدة بحسب ما قالت الصحيفة، تقوم فيها تركيا بإخلاء المسلحين إلى مناطق عازلة في عفرين وجرابلس، حيث سيخضعون للإشراف التركي هناك.

وتضم إدلب حالياً حوالي 10,000 إلى 15,000 مقاتل، بحسب الصحيفة، بما في ذلك مجموعات قتالية تعتبرها كل من روسيا وتركيا والولايات المتحدة، مجموعات إرهابية.

وبحسب الصحيفة، لم تتكشف الخطة التركية بشكل كامل بعد بما في ذلك طريقة أقناع الفصائل بمغادرة إدلب وتسليم سلاحهم، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام”. حيث فشلت كل المحاولات السابقة التي قامت بها تركيا، ومن الممكن أن يؤدي الهجوم الذي يلوح بالأفق، إلى التسبب في نزاعات بين الفصائل.

ويرى العديد من المسؤولين الغربين، الذين هم على معرفة بالأمور في سوريا، أن هنالك بعضة آلاف من المقاتلين المتواجدين في إدلب الرافضين لأي عملية أخلاء للمدينة.

وكانت تركيا قد أضافت “هيئة تحرير الشام” على لائحة المنظمات الإرهابية في آب، وذلك بعد خطوات مماثلة، قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا في وقت سابق.

أورينت