أفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن أحياء حلب الشرقية، شهدت ليل الأربعاء/الخميس، تصعيداً أمنياً وانتشار واسعاً للحواجز العسكرية، بعدما تجددت الاشتباكات بين مليشيا محسوبة على عشيرة آل بري، ومليشيات مُهجّري بلدتي كفريا والفوعة. وتبادل الطرفان شنّ اعتقالات طالت عناصرهما في أحياء مختلفة، وأبرزها حي باب النيرب.
وأوضحوا أن شبيحة من عائلة (آل بري) المعروفة بتأييدها الكبير للنظام والتي تنتشر في مدينة حلب اشتبكت أمس (الأربعاء) مع مجموعات من أهالي كفريا والفوعة الذين استقروا شرقي حلب بعد خروجهم مؤخراً من إدلب.
ولفتوا إلى أن سبب الاشتباكات يعود إلى محاولة (آل بري) إخراج عدد من أهالي كفريا والفوعة من منازلهم في أحياء (مساكن هنانو والشيخ خضير والحيدرية والصاخور).
وأضافوا أن كلا الطرفين نشر حواجز له في المنطقة ما سبب حالة من التوتر أعقبها حملة مداهمات واسعة واعتقالات متبادلة.
وتقف مليشيا آل بري وراء التصعيد الأخير، بسبب انتشار حواجزها الأمنية في مداخل ومخارج الأحياء التي تتمركز فيها، والتي تعتبر مناطق نفوذ بالنسبة لها. مليشيات كفريا والفوعة كانت قد كثّفت تواجدها في الأحياء التي تقيم فيها عائلات مهجرة من البلدتين. وردت مليشيا آل بري بنشر حواجز في عدد من عقد المواصلات في باب النيرب والمرجة وكرم حومد وأطراف الصالحين، واعتقلت عدداً من عناصر مليشيات كفريا والفوعة على أحد حواجزها. الأمر الذي دفع مليشيات الفوعة وكفريا للتصعيد والرد بحملة اعتقالات مماثلة.
ودخلت على خط المواجهات بين الطرفين مجموعات مسلحة من مليشيات نبل والزهراء التي قدمت في الساعات الماضية من ريف حلب الشمالي لمؤازرة مليشيات بلدتي كفريا والفوعة.
ويتخوّف الأهالي في الأحياء الشرقية من تصاعد الاشتباكات بين المليشيات التي تسببت بجرح مدنيين في حي مساكن هنانو وباب النيرب، عدا عن مقتل وجرح العديد من عناصر المليشيات المتقاتلة.
القيادات الأمنية للنظام وفرع “حزب البعث” في حلب، أجروا اتصالات مع شيخ عشيرة آل بري حسن شعبان بري، عضو مجلس محافظة حلب محمد شعبان بري ابن عز الدين، لتخفيف الاحتقان. ومن المتوقع أن يتطور الخلاف إذا لم تنجح مساعي أمين “فرع الحزب” فاضل النجار، وقادة فروع الأجهزة الأمنية لتخفيف التوتر.
يشار إلى أن (آل بري) من العائلات التي تنتمي لعشيرة الجيس يقطنون في الأطراف الشرقية من مدينة حلب ويعتبر حي باب النيرب مركزهم الرئيس، وهم من أكثر العائلات التي يخشاها الناس في حلب بسبب أعمال التهريب والاجرام التي امتهنتها هذه العائلة، وقد تحالفت مع نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية وعملت على تقاسم مختلف أنواع التهريب بما فيها الممنوعات كالمخدرات والدخان وغيرها.