أعرف رائد كما لا يعرفه أحد!
أعيش معه منذ سنين بنفس الغرفة، نعمل سوياً نأكل نسافر نخاطر..
لذا كنت أعرف أن رائد كان بإمكانه أن يعيش “عيشة الملوك” في أي بلد يختارها.. عُرضت عليه وظائف في مختلف دول العالم وبرواتب مغرية
لكنه قرر أن يبقى في مدينته التي يحب، يخدمها ويعمل لأجلها!
أعرف أنه كان عقلاً مدبراً قلّ نظيره في العمل المدني، استطاع أن يوصل اسم مدينته التي يحبها إلى العالمية، راديو فرش ومراكز نسائية ومراكز دعم للأطفال ومركز تدريب وغيرها الكثير مما لا يسع ذكره، كل ذلك بإمكانيات بسيطة ومتواضعة وبهمة وعقل يجاوز عنان السماء!
أعرف أنه كان شهماً نزيهاً في عمله ..
في فترة من الفترات وبعد توسع العمل المدني كان رائد مرتبطاً مع أكثر من منظمة من منظمات المجتمع المدني في الخارج مما يسمح له باستلام راتب كبير.. كان بكل بساطة يضع راتبه الكبير تحت تصرف المكتب المالي لمنظمته ويأخذ كل شهر ما يكفيه هو وعائلته “لو أخبرتكم كم لن تصدقوا” في حين يذهب باقي الراتب لموظفين جدد في المنظمة
أعرف أيضاً أنه كان سندنا عند الحاجة، ملاذنا عند الخوف نستشيره بكل صغيرة وكبيرة، لطالما كانت نصائحه مسكنات لألمنا ومهدئات لأوجاعنا.
أعرف أيضا أنه أحب سوريا بجنون كما لم يحبها أحد إلا الشهداء الذين قدموا أرواحهم لها
لا يطيق بعدا عنها ، عشقها بصدق وقدم روحه ثمنا لحريتها!
وأخيراً أعرف يا كل أصدقائي أننا مهما بكينا او حتى مزقنا ثيابنا لن يعود ، فلنساند بعضنا جميعا لتستمر أعماله المدنية ، لنحيي اسمه وليبقى إرثه ولنثبت للعالم كم نحبه وكم نحب ثورته
هادي العبد الله