تخطى إلى المحتوى

في دمشق (صور طفل) يفترش الرصيف تحت الأمطار تثير قلوب السوريين

تداولت مواقع وشبكات إعلام موالية صوراً لطفل مشرد وهو نائم على الرصيف في أحد شوارع العاصمة دمشق والمطر يتهاطل فوقه في مشهد مليء بالألـ ـم.

وبحسب البوست المرفق مع صور الطفل على موقع الفيسبوك والذي رصدته الوسيلة فإن الطفل يبلغ من العمر 15 سنة وهو نائم في المزة على رصيف شارع “الشيخ سعد” قرب صيدلية (التمر) وهو يرتجف من البرد، ومغطى ببطانيات معدومة ومبللة بمياه الأمطار , وأن الطفل يعيش وحيداً لأبوين مطلقين بعد أن طردته زوجة أبيه كما أن نفس الأمر زوج أمه لا يريده مع أمه.

وتفاعل كثير من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع الطفل وحياته البائسة تحت المطر وفي وسط الشارع بينما أطفال يعيشون تحت سقف بيت يأويهم وفي ظل رعاية أبوين على الأقل.

وأعرب عدد من المعلقين على المنشور عن رغبتهم بإيواء الطفل وتعليمه إذ أبدى أحدهم رغبته بإدخاله في ورشة للخياطة مع الأكل والشرب والنوم ودخول المدرسة إن رغب الطفل بذلك طالباً التواصل معه لتأمين ذلك بنفس المنطقة التي وجد فيها الطفل.

ويطرح المنشور في طياته مسألة الظروف القاسية للشعب السوري المغلوب على أمره خاصة في ظل موجة البرد التي تجتاح البلاد وأحوال الناس مزرية لقلة الحيلة وعدم تمكنهم من تأمين مواد التدفئة التي يحتكرها تجار الأزمات وتوزعها دوائر النظام بشكل غير عادل ومجحف.

ودعا كاتب البوست عبر الفيسبوك أصحاب الجمعيات الخيرية إن وجدت أو أهل الخير لتأمين مأوى لهذا الطفل المسكين القابع تحت المطر والبرد القارص.

وعبر متابعون للمنشور عن غضبهم من تصرفات أبويه وتركه وحيداً ينام تحت المطر والبرد مستغربين غياب الشفقة وانعدامها من قلبيهما وانشغالهما بالزواج على حساب صحة وحياة ومستقبل ابنهما.

ومنذ أيام طالبت وزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل في حكومة النظام ريما القادري، بتطبيق قانون يقضي بسجن المتسولين مدة (3) سنوات، باعتبار العقوبة “هي أفضل الوسائل لمكافحة التسول”.

وطالبت القادري خلال احتفال نسائي “خيري” ترعاه وزارتها، بالكف عن إبداء أي تعاطف مع المتسولين في الشوارع، على الرغم من تأكيدها في الاحتفال ذاته أن (90%) من حالات التسول ناتجة عن الفقر والاحتياج إلى مأوى.

وكذلك تأكيدها أن عدد الأطفال الأيتام المسجلين لدى وزارتها في مدينة دمشق وريفها يبلغ (30) ألف طفل يتيم، (600) منهم فقط يقيمون في دور رعاية، فيما يعاني الآخرون من ظروف قاسية، بين التشرد والتسول والعمل بمهن شاقة مقابل أجر زهيد.

وتعرف القادري بسلوكها المتشدد القاسي في التعاطي بملفات إنسانية، إذ طالبت في وقت سابق من هذا العام، بالاستفادة من قانون الطوارئ، للحد من ظواهر “تسيء للوجه الحضاري ” للمدن الواقعة تحت سيطرة النظام.

وخلال السنوات السابقة، استفحلت ظاهرة التسول في شوارع المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام، حيث ينتشر الآلاف منهم في كل مدينة، وفشلت كل محاولات شرطة النظام و مكاتب “مكافحة التسول” التابعة لـ”وزارة الشؤون الاجتماعية” في التخفيف منها.

يذكر أن سكان العاصمة دمشق يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة في ظل الغلاء الفاحش وأزمات المعيشة ما يجعل المئات من الأطفال والفتيان يجوبون الشوارع بحثاً عن عمل يسد رمقهم فيقعوا فريسة المستغلين وذوي الضمائر المعدومة الذين يشغلونهم بأبخس الأثمان.

وتزدحم شوارع العاصمة بالمشردين من الأطفال والفتيان الذين تركتهم وزارات النظام تحت رحمة جماعات التسول والصوصية وتعاطي المحرمات.

موقع الوسيلة