تخطى إلى المحتوى

ناشطة تقف إلى جانب اللاجئين وتشبّه الحكومة النمساوية بحكومة الأسد

هذه الغرفة التي يعيش فيها (X) مع غيره من اللاجئين، شبيهة بزنزانة النظام،في مخيمات اللاجئين بإنتظار قبول أوراقكِ في هذا البلد الأوروبي بعد أن حالفك الحظ ووصلت إليه بقايا أشلاء، حالفك الحظ لأنكَ حينما عبرت فوق بطن البحر لم يكن البحر جائعاً ليبتلعك أنتَ ومن معك.

عندما تنظر إلى جدران تلكَ الغرفة، ستقرأ ذكريات من سكن قبلك فيها وخرج ليبصر النور حاملاً معه صكّ موافقة السلطات على حق الحياة، تلك الخربشات ستُعيدكَ إلى أقبية السجون المظلمة التي كنت فيها، ففيها أيضاً بقايا ذكريات على الجدران الملطخة بالدماء وأصحابها أيضاً خرجو منها بعد قرار السلطات منحهم حق الموت .

لا يعلم (X) وبمعجزة إلهية كيف خرج من المعتقل ولكنه اليوم في تلك الغرفة ومعه أحد مقاتلي النظام، ينادونه فادي، كان مقاتلاً في إحدى الميليشات ومؤيداً شرساً لحزب الله، شارك في قتل الأبرياء وتهجيرهم، ولكنه أيضاً طمِع في حياة اللجوء بعد أن أدّى واجبه في القتل والدمار.

هاقد مرّت خمسة أعوام والسيد (X) وفادي حصلا على حق اللجوء، ولكن كيف لمقاتل ومجرم حرب أن يُعطى ذات الحقوق التي نالها مُعتقلٌ سابق؟ ألم يهرب (X) من بطش النظام وشبيحته ومجرميه أمثال فادي؟! ألسنا في بلد الحريات والقانون؟ أي قانون هذا الذي يمنح القاتل والضحية ذات الحقوق؟ تساءل جميع الأحرار نفس السؤال، جمعوا كل الأدلة عن فادي بالصور والڤيديوهات التي توثّق أنه مجرم حرب، قدّموها للسلطات المعنيّة مرفقة بڤيديو يدين فادي بحمله علم حزب الله الإرهابي، والسلطات لم تتحرك!

ولكن هناك شيء غريب حصل! نسمع خبراً آخر عن زوجةٍ إشتكت للسلطات عن زوجها واتّهمته بأنه إرهابي داعشي لتأتي قوات كوبرا ورغم عدم حصولها على أي أدلة أو إثباتات لتعتقله وتزجّ به في السجن! ماهذه السياسة التي تتبعها حكومة النمسا!؟ ربما كان علينا الشكوى الى قوات كوبرا فالسلطات لم تأخذ بالأدلة التي قدّمناها عن فادي على محمل الجد!

تُرى ماذا حصل مع السيد X ؟ هاهو يبحث عن دورةٍ تدريبية لتعلم الألمانية فبدون اللغة لن يحصل على عمل، وهاهو فادي يركب سيارته الشبح السوداء والتي ربما اشتراها من أموال الأبرياء الذين سرقهم وقتلهم، ها هو يستمع الى أغاني بشار في سيارته ويمدح حزب الله، ها هو ينشر تعليقاً يقول فيه لقد ضحكت عليكم فأنا الأقوى هنا فافعلو ما تريدون ! لقد كذبت عليكم بقصة محكمتي في السادس والعشرين من هذا الشهر واستمتعت برؤيتكم وانتم تركضون للشكوى عليي!

هاهو فادي وهو يقول إن السلطات النمساوية تعرفني جيداً وتعرف من أنا فلا تُتعِبوا أنفسكم لن تحصلو على ماتريدون وسأبقى داعسـ اً على رؤوسكم..

كل هذا الكلام الذي بدر من فادي لا يفسّر إلا شيئاً واحداً : إما أن الحكومة النمساوية تتغاضى وتتعامى عن قصد عن الإرهابيين والمجرمين، أو أن النظام النمساوي هو نسخة طبق الأصل من النظام الأسدي ولكن بنكهة أوروبية.


سيلفانا اسلام