تخطى إلى المحتوى

البلدية تحفر حفرة جديدة للمواطنين بعد اكتشافها تجنبهم للأولى

أمرَ رئيس البلديَّة الأكرم بحفر حُفرة أخرى لإخوته المواطنين، بعد أن لاحظ اكتشافهم الحفرة السابقة وتجنُّبهم السقوط فيها.

وقال رئيس البلدية إن الحُفرة الجديدة ستُشيَّد وفق أعلى المواصفات “سنتجنَّب الأخطاء التي وقعنا بها في الحفرة السابقة وقادت المواطنين لاكتشافها؛ اخترنا موقعها بعناية لتكون على شارعٍ رئيسيٍّ مُكتظ، وسنجعل قُطرها من أقصى يمين الشارع إلى أقصى يساره بحيث يستحيل المرور بجانبها، وسنموِّهها جيداً كي لا تُرى إلا بعد فوات الأوان”.

وأعرب رئيس البلدية عن أمله بأن تُشكِّل الحُفرة الجديدة درساً مفيداً للمواطنين “فالروح الانهزاميَّة قد تساعدهم على الهرب من حفرة، ولكنها لن تحميهم من الوقوع بحُفر أعمق وأخطر، ولن يكون أمامهم سبيل للخلاص منها إلا بمواجهتها بكل حزم، وبغير ذلك، فإنهم سيتجنَّبون اليوم حفرة ليجدوا غداً أكثر من مئة حُفرة ومطبٍّ ومنهل مفتوح وماسورة مكسورة تعترض طريقهم”.

وأكَّد الرئيس أن حلَّ أزمة الحفرة لطالما كان متاحاً بيد المواطنين “ولكنهم آثروا اللفَّ والدوران حولها، عوض إرسال طلب موقَّعٍ ومختوم وفق الأصول لدائرة الشكاوى، وانتظار شهرين أو ثلاثة قبل أن يفقدوا الأمل من ردِّنا ويوقِّعوا عريضة جماعية تطالبني بطمر الحُفرة، وبعد سنة يتوجَّهون بوفدٍ للقاء وزير البلديات ومطالبة معاليه التكرُّم بحلِّ المُشكلة، ومن ثمَّ يدعون مراسلي الصُحف ومحطات التلفاز لنقل شكواهم ويُخبرونهم أنهم طرقوا أبواب المسؤولين دون جدوى، ويُناشدون القائد للتدخُّل الفوري”.

وأشار الرئيس إلى أن للحُفر فوائد كثيرة إلى جانب الهدف الأساسي منها “فهي تحرِّك عجلة الاقتصاد حين تمتلئ المستشفيات بالمصابين جراء السقوط فيها، وتُنعش ورش إصلاح السيارات المتضرِّرة ومحلات بيع قطع الغيار، وقطاع الاتصالات الذي سيحصد أرباحاً وفيرة من اتصال المواطنين بالدوائر الرسمية والبرامج الإذاعيَّة للشكوى منها، إضافة لشركات تأجير خيم العزاء والكراسي وقارئي القرآن، وتجارة بيع الأكفان والقبور”.

مقال ساخر منقول عن موقع “الحدود”