تخطى إلى المحتوى

الحياة تعود من جديد للطفل السوري العجوز في أوربا

هل تذكرون الطفل السوري “محمد عبد المجيد” الذي من النظرة الأولى تظنه رجلاً عجوزاً، ولكن عند التدقيق أكثر تجد أنه طفل لا يتعدى ال (8 سنوات).


الطفل السوري الذي هرب من مدينة القامشلي مع عائلته المؤلفة من 5 أفراد من بطش الحرب في سوريا واستقر في تركيا في أيار عام 2016م في مخيم اللاجئين في مدينة باطمان، وفي فترة تواجدهم في تركيا عانت عائلة محمد كثيراً بسبب حالته حيث أن وزنه لا يتجاوز ال 2 كلجم وكان مؤخراً يعاني من ضيق في التنفس.


وعبر الطفل محمد عن حلمه بأن يعود طفلاً جميلاً مثل بقية الأطفال ويذهب إلى المدرسة ليتعلم وقال: عندما أمشي في الشارع وينظر الناس إلي ويضحكون من مظهري أرجع إلى البيت باكياً ولذلك قررت البقاء في البيت وعدم الذهاب إلى المدرسة أيضاً.


وفي تلك الفترة قالت والدة محمد: لقد أخذت محمد إلى أحد الأطباء في مدينة دمشق قبل عام 2011 م وأكد لي أن طفلي يحمل مرض الشيخوخة المبكرة، وكلما كبر تظهر علامات المرض أكثر، وصرحت والدة الطفل أن ابنها كان عمره 7 أشهرعندما ظهرت أعراض المرض عليه، وتمنت والدة محمد مساعدة كل من يسمع صوتها لمساعدة طفلها إذا كان هناك ثمة علاج له.


وفي مخيم اللاجئين دخل النمساوي “أوليفر ناتر” في حياة محمد وبدأ بمساعدته حيث قام بتصويره مقطع فيديو وشاركه على موقع (Youcaring) وليبدأ بجمع التبرعات له والتقاط الصور له ونشرها عبر الإنترنت ليتم جمع مبلغ حوالي 7 آلاف دولار أمريكي، حيث قام ناتر بتجهيز جميع الأوراق الثبوتية وجوازات السفر وقام بعدها بتقديم طلبات هجرة لكل من ألمانيا وسويسرا والنمسا بهدف تأمين العلاج والتعليم والحياة الجيدة للطفل وعائلته إلى أن أتت الموافقة من الحكومة النمساوية، لينتقل بعدها محمد ووالده آزاد ووالدته شيرين وأخيه يوسف وأخته ندى للعيش داخل منزل في مدينة بريغيتش النمساوية.


وبعد وصول العائلة إلى النمسا جاء النمساوي “أوليفر ناتر” إليهم من جديد لإكمال مساعدته لهم وعثر لهم على أفضل طبيب في بلجيكا ويدعى “بيرت كاليوايرت” حيث أن الطبيب وافق على متابعة حالة محمد الصحية وبالفعل سافرت عائلة محمد إلى بلجيكا لإجراء فحوصات طبية لمحمد من أجل تشخيص المرض بشكل دقيق.
والتحق محمد وأخوته بالمدرسة في مونتيسوري ليتعلم اللغة الألمانية كما التحق محمد أيضاً بنادي لتعليم الكاراتيه، واًصبح محمد صديقاً لأولاد النمساوي “ناتر”.


وبحسب الأطباء سابقاً إن سبب هذا المرض هو خلل جيني نادر يسبب نمواً سريعاً لجسم الطفل وهو يصيب 1 من كل 4 ملايين طفل في مختلف أنحاء العالم، ويموت معظم الأطفال المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة بالجلطة القلبية أو السكتة الدماغية ويبلغ متوسط عمر الأطفال المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة هو 13 عام.


وبعد تشخيص الطبيب “بيرت كاليوايرت” في بلجيكا لمرض محمد جاء الخبر المفرح بأن محمد لا يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة كما قيل لهم في سوريا وتركيا بل من مرض يدعى (Cutisa Laxsa) وهو مرض وراثي لا يموت فيه الطفل عند سن ال 13 عام وإنما يمكن له أن يعيش حياة طبيعية ويصل إلى سن الستين عاماً.


وتحدث أوليفر ناتر بعد ذلك أنه كان متأثراً بحالة الطفل محمد كثيراً لذا قرر مساعدته بالمال في البداية للخروج من وضعهم المعيشي السيء، مشيراً إلا أنه كان أسوأ ما في وضع محمد أنه لم يكن يذهب إلى المدرسة في مخيم اللاجئين بسبب حالات السخرية التي يتعرض لها من الأطفال هناك، وقال أوليفر أن لدى محمد الآن أصدقاء ومدرسة وحياة جميلة وهو الآن يشعر بالسعادة والنشاط، وختم حديثه قائلاً ” نحن نحب مساعدة الناس لأنه واجب علينا القيام بشيء تجاه أي إنسان”.

المحرر

الوسوم: