تخطى إلى المحتوى

تسريب اتفاق روسي تركي حول مدينة منبج

تسربت مساء الأمس بنود أولية لتفاهمات بين تركيا وروسيا بخصوص مدينة منبج شرقي حلب وتنص هذه التسريبات والتي لا يزال النقاش جارياً حولها بين روسيا وقوات النظام السوري وقوات قسد وتركيا ولم يتم إقرارها بعد.

وتتضمن بشكل رئيسي إنسحاب قوات قسد مع كامل عتادها العسكري من مدينة منبج إلى شرق الفرات ويتم تشكيل لجنة روسية تركية تتولى دخول مدينة منبج والتأكد من خلوها من قوات قسد وهو أهم مطالب تركيا.
وبعدها يتم تسليم المدينة لإدارة مدنية مع إعطاء النسبة الأكبر في الإدارة المدنية لأشخاص يتم ترشيحهم من قبل المعارضة السورية وذلك في سبيل تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين واللاجئين إلى منازلهم في المدينة.

يقدم الجانب التركي قائمة أسماء عناصر PKK والذي تقول تركيا أنهم متواجدون حالياً في الإدارة المدنية لمدينة منبج وتريد تركيا منهم مغادرة المدينة.

تتقدم قوات النظام السوري مسافة 3 كم جنوب مدينة منبج ولا تدخل المدينة، وتتقدم قوات المعارضة السورية مسافة 3 كم من شمال منبج ولا تدخل المدينة، استدعاء عناصر الجيش والشرطة والأمن المنشقين عن قوات النظام السوري ومن أبناء مدينة منبج وتسليمهم مهام حفظ الأمن في منبج وتشكيل المؤسسات اللازمة لذلك.

تسليم طريق (منبج – الباب – حلب) لقوات النظام السوري وفتحه للاستخدام المدني والتجاري، وتم تحديد مدة تطبيق هذا الاتفاق 3 أشهر بعد موافقة جميع الأطراف المعنية بمدينة منبج.

وفي الوقت نفسه لا تزال غالبية فصائل الجيش السوري الحر عبر إعلامها تنفي كل التسريبات وتصرح أن العملية العسكرية التركية ضد وحدات الحماية الكردية في مدينة منبج بريف حلب الشرقي ستنطلق قريباً وفق تفاهمات روسية أمريكية تركية.

مشيرة إلى أن ساعة الصفر للعملية تتعلق بالجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وغير أن نداء العشائر السورية للحكومة التركية بالتدخل هو بمثابة إعطاء شرعية كاملة للعملية العسكرية لإنقاذ العرب وخاصة العشائر الذين تم تهجيرهم من قبل قوات قسد.

في حين يصر النظام السوري عبر إعلامه أن يظهر أنه هو الذي سيسيطر على مدينة منبج بعد اتفاقه مع قوات قسد، وفي تصريح سياسي لعضو حزب الشباب للبناء والتغيير الموالي للنظام السوري “جعفر مشهدية” حيث يقول: أنه تم التوصل إلى إتفاقات مهمة وسيعلن لاحقاً عنها وذلك لتنسيق العمليات في المنطقة بين الجيش العربي السوري وقوات قسد والذي كانت ثمرته تسليم مدينة منبج شرقي حلب وسد تشرين الإستراتيجي على نهر الفرات إلى الجيش العربي السوري، وأنه عندما قام الأخوة الكرد بتقديم هذه المناطق إلى الدولة السورية وأعادوها إلى حضن الدولة السورية قطعوا بذلك الطريق على التركي لالقيام بعمليته العسكرية المزعومة.

بلدية مدينة منبج

وتكمن أهمية مدينة منبج اليوم بالنسبة إلى وحدات حماية الشعب الكردية كونها الشريان الاقتصادي لاستمرار تمويلها إذ تنشط فيها الحركة التجارية ونقل البضائع إلى مناطق القامشلي والرقة والحسكة وشرق دير الزور.
بينما أهمية منبج بالنسبة لتركيا فهي منع إقامة دويلة كردية على حدودها وإنهاء أي تواجد لعناصر ال PKK في هذه المناطق.

أما تكمن أهمية منبج بالنسبة للنظام السوري كونها منطقة ذات موقع مهم وتقع على خط تجاري يربط جميع مدن الشمال السوري ببعضها وستستاهم بزيادة اقتصاد النظام على الصعيدين التجاري والزراعي، ولاحتواء العشائر العربية المتواجدة في منبج ولكسب ولائهم للنظام السوري.

ولهذه الأسباب كان الخلاف على مدينة منبج منذ أكثر من عام ونصف بين جميع الأطراف المتنازعة على الأراضي السورية للسيطرة عليها.

هادي العبد الله

مدرعة تركية قرب منبج