توضيح حول احتفال بعض السوريين برأس السنة في ميدان تقسيم في اسطنبول ورفعهم لعلم الثورة أثناء الإحتفال، الأمر الذي أحدث ضجة في الإعلام التركي واستياء من بعض الأتراك ،فقام بعض السوريين بكتابة هذه الرسالة بعد ردات فعل تكلمت عن الوجود السوري في تركيا.
الرسالة مترجمة للغة التركية من هنا Buradan türkçe
هل تتسائلون لماذا هرب “السوريون ” من الحرب؟
لقد تمثلت بداية الحرب التي تشهدها سوريا اليوم بثورة سلمية ابتدأها الشعب السوري ضد نظام الأسد الـ مجرم.
منذ تاريخ 15/03/2011، أي منذ اليوم الذي اندلعت في الثورة السورية، استخدمت ميليشيات الأسد الطائفي القوة في قمع تطلعات الشعب السوري.
رغم الـ مجازر المتصاعدة يوماً بعد يوم استمسك الشعب السوري بثورته وتمكن بإمكانات محدودة للغاية من تحرير ما يقارب 80% من الأرض السورية وذلك بحلول نهاية عام 2013.
حسناً، ما الذي جعل الشعب السوري الذي صمد في وجه المجازر التي ارتكبتها ميليشيات الأسد الطائفية واستمر في ثورته قرابة ثلاث سنين يترك بلاده قاصداً تركيا، ومتى كان ذلك؟
في عام 2014 (أي العام الذي بدأت في حركة اللجوء السوري إلى تركيا تتصاعد بشكل جاد) هبت قوى ومنظمات الشر العالمية (روسيا، إيران، ميليشيات العراق ولبنان، تنظيم داعش وغيرهم) بجيوشهم وعتادهم لإنقاذ الأسد الذي كان قد شارف على السقوط، الأمر الذي جعل الثورة السورية، أو فلنقل المواجهة بين الشعب السوري والحكومة الأسدية تتحول إلى مجازر وحشية ممنهجة تجاه الشعب السوري.
منذ عام 2011 حتى الآن، خلفت الحرب ما يقارب المليون شهيد، بالإضافة إلى ملايين الجرحى والمعتقلين، واضطر أكثر من 10 ملايين من البشر لترك وطنهم باحثين عن بيئة آمنة.
حسناً، إذا كان السوريون قد تركوا بلادهم لجبنهم كما تقولون، أخبروني إذن لماذا انتظروا حتى عام 2014 لكي يهربوا؟! ألم نتفق مسبقاً أن الحرب قد بدأت في عام 2011؟!.
لأولئك الذين يقولون لو كنا نحن مكانكم لما هربنا كما هربتم:
أرجوكم لا تدعوني أكرر على مسامعكم حكاية صمودنا بين عامي 2011 و2014 وكيف أننا لم “نهرب” إلا عندما خرجت الحرب من كونها حرباً وعندما دخلت عشرات القوى الأجنبية إلى بلادنا وعندما بدأت القوى الخارجية تستغل تضحياتنا لأغراضها الشخصية.
أرجو الله أن لا يمتحن أحداً ببلاء مشابه لبلاءنا.. لكن على أهل الغرور أن يحذورا من ذلك!
توضيح حول رفع السوريين لعلم سوريا في ميدان تقسيم في اسطنبول:
أن يرفع أي إنسان علم بلاده في أي مكان في العالم فهذا أمر متعلق بالحرية الشخصية.
تخيلوا لو فعل نفس الشيء للمواطنين الأتراك الذين يقيمون في ألمانيا!
تخيلوا أن يمنع الألمان الأتراك من رفع علم بلدهم هناك! هل كان ذلك سيروق لكم؟! لا أعتقد!
أما إن كنتم تعتقدون بتقييد حرية السوريين، وأنه لا يحق لهم كما يحق لغيرهم على اعتبارهم “لاجئين”، فهذا أمر مختلف!
نقول لكم حينها: كان ينبغي عليكم أن لا تقبلوا بهم منذ البداية! كان ينبغي عليكم أن تكونوا واضحين منذ البداية، تماماً كنيران الطائرات وكأسلاك الحدود!