في بيان لهيئة الأرصاد أكد تساقط الثلوج في معظم المدن التركية بداية من منتصف هذا الاسبوع، وأن مدينة اسطنبول ستكون من المدن الأولى التي ستشهد تساقطاً للثلوج ويتتبعها عدة في تركيا وفي سوريا ولبنان أيضاً.
وقد أعلنت بعض وكالات الأنباء التركية أن العاصفة هذه هي العاصفة الأشد والأقسى منذ القرن الماضي بسبب ما تحمله من البرد والمطر والثلوج.
وقد ذكرت المصادر أن أقسى عاصفة حلت في القرن الماضي في ظل الدولة العثمانية كانت على ولايات إسطنبول وعينتاب وكلس وأورفا ومرعش والرقة وحلب وإدلب، ووكالات الأنباء تتحدث أن العاصفة هذا الأسبوع ستحل على نفس المناطق المذكورة سابقاً.
وفي تذكرنا لتفاصيل هذه العاصفة التي حدثت في القرن الماضي، حيث أنه في مطلع عام 1911 بدأت الثلوج تتساقط بغزارة على تركيا وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
وحصلت حينها الثلجة الكبرى التي استمر هطول الثلج فيها لمدة أربعين يوماً ليكون هذا الحدث تأريخاً أهلياً اعتمده الكثيرون لحفظ أحداث حياتهم، وخاصة أن معظمهم لم يكن يقرأ أو يكتب وإلى اليوم ما زال البعض يقول إن فلاناً ولد في “ثلجة الأربعين” وفلاناً تزوج قبلها وهكذا.
وكان الناس يفتحون أبواب بيوتهم ليجدوها مسدودة بالثلج، ووقع برد شديد بعدها وعم الجليد الى ما بعد شهر آذار، غُمرت المدن وريفها بالصقيع ووصلت الحرارة إلى درجة عشرة تحت الصفر وأحياناً إلى السابعة والعشرين تحت الصفر.
توقفت القطارات بين حلب و دمشق ثلاثين يوماً، وانقطع سير القوافل و قاسى الفقراء الأهوال من قلة الطعام وحتى وصلت بهم الحال إلى تناول القمح مسلوقاً وممزوجاً بالملح نتيجة نفاد مؤنهم وعدم قدرتهم على مغادرة بيوتهم.
كما عانوا من قلة الوقود بعدما يبست الأشجار وندر وجود الفحم للتدفئة، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني في ذلك الوقت الصعب.
وماتت الحيوانات، وتوفي عشرات الناس من البرد الشديد والأمراض الصدرية نتيجة قلّة الحطب المستخدم للتدفئة وحتى ندرته بسبب تغطية الثلج لكل شيء.
وانقطع الباعة الجوالين عن إحضار الأدوية والعقاقير لسوء الطرقات، وحتى أنه بعض المسافرين الذين كانوا في الطريق ماتوا برداً أو افتراساً من الضواري و الوحوش، ومات عرب البوادي القاطنين في خيم الشعر.
وسميت تلك الثلجة في كتب التاريخ “ثلجة الاربعين”، ولم تنعم أي دولة من تركيا أو سوريا وبلاد الشام عامةً بيوم واحد خلال الأربيعن يوماً هؤلاء بدرجة حرارة تزيد عن صفر مئوي. كما لم تنعم خلال الأربعين يوماً بيوم واحد بلا جليد في الشوارع أو ثلوج تغطي المنازل.
وفي حديث للدكتور والباحث “يوسف الشامي” يقول: :كل ما هو مذكور عن هذه الحادثة أتى من ذاكرة الأهالي أو بعض ما روي في التاريخ وقد بدأ تساقط الثلج من مساء 18/1/1911 ولغاية النصف الأول من شهر آذار،
ويذكر الباحث “يوسف الشامي” أن هذه الثلجة جعلت الكثير من الحيوانات البرية التي تقطن في المنطقة تهاجم الأهالي وهو حدث نادر الوقوع إلا في فترات متباعدة في التاريخ وفي ظل ظروف قاسية.
أعان الله الفقراء والمساكين ويكون عوناً لهم في فصل الشتاء هذا، وأن لا يعيد علينا مثل هذه العواصف القاسية في ظل هذه الظروف المعيشية الحاصلة في بلدنا سوريا.
هادي العبد الله