تخطى إلى المحتوى

لماذا بدأ المؤيدون يتذمرون من الأسد إليكم هذه الحقائق والتسريبات

تشهد مناطق سيطرة نظام الأسد أزمات تخنق المواطنين، نتيجة نقص في المواد الغذائية والمتطلبات الأساسية للحياة من الكهرباء إلى المحروقات إلى المياه وحليب الأطفال والغاز، إضافة إلى غلاء الأسعار بشكل عام.

حيث أن الأسعار في مناطق سيطرة الأسد قد ارتفعت بشكل كبير، فمثلاً جرة الغاز وصل سعرها إلى 10 آلاف ليرة سورية، وعلبة حليب الأطفال وزن 1 كغ وصل سعرها إلى 8 آلاف ليرة سورية، والمياه لا تأتي سوى مرة واحدة خلال الأسبوع، أما الكهرباء فنظام تقنين التقنين لم يعد يسمح للكهرباء أن تأتي سوى 3 ساعات خلال اليوم، وفي المناطق التي كانت قد عقدت تسويات جديدة مع النظام لم تعد تأتي الكهرباء فيها أبداً.

وقد علق الصحفي أحمد موفق زيدان، على قناته الرسمية في “تيلغرام” على هذه الأزمات، قائلًا: “الشمال المحرَّر اليوم يُعلّم العالم كيف تكون الحياة في كنف الحرية بعيداً عن عبودية (الأسد)، انظروا للفارق في الحياة المعيشية والغلاء بين الطرفين، ومن صفحاتهم تعرف، وما خفي أعظم”.

وكان عدد من الإعلاميين والفنانين الموالين لبشار الأسد، ومنهم “شكران مرتجى، وماجدة زنبق، أيمن زيدان، بشار اسماعيل” قد انتقدوا النظام السوري بسبب الوضع السيء الذي يعيشه المواطنون في مناطقه.

في حين قام “نبيل حمدان”، وهو باحث في علوم العلاج الفيزيائي، وهو من مدينة جبلة بالتهديد في منشور له على صفحته الشخصية في فيسبوك أنه سينتـ،حر بعد قرابة أسبوع واحد في حال لم يتحسن الوضع المعيشي، موضحاً أنه ليس فقيراً وأحواله ميسورة، ولكنه أسف على ما يعانيه الفقراء وعامة الشعب في مناطق النظام.


لماذا ينزعج المؤيدون مما يجري في سوريا؟!

فهل يعلمون أنه وقبل أيام تم إعادة تشغيل معمل السماد الآزوتي في مدينة حمص بكامل أقسامه ويتم الضخ فيه يومياً نحو مليون ومئتي الف متر مكعب من الغاز يومياً.

علماً أن هذا الرقم بحسب خبراء يكفي لتوليد كهرباء لـ 200 ألف مواطن يومياً ولمدة 12 ساعة متواصلة.

وأيضاً ما لا يعلمه المؤيد للأسد أن السماد السوري أصبح جزء كبير منه مملوك للحليف الروسي في شركة “ستروي ترانس غاز” وهي ذات الشركة التي استحكرت إنتاج الفوسفات في سوريا لـ 50 عاماً.

وتعد شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية إحدى الشركات العالمية العاملة في مجال النفط والغاز، وهي متخصصة في مجال مد الأنابيب وإنشاء معامل معالجة الغاز، حيث نفذت في وقت سابق مشروع خط الغاز العربي الواقع بريف دمشق.

وبدأت أيضاً الشركة الروسية “ستروي ترانس غاز” في أعمال الصيانة لمناجم الفوسفات التي تعد الأكبر في سوريا وهي مناجم الشرقية وخنيفيس ،وقد وقعت الشركة مع نظام الأسد اتفاقية لـ 50 عام تقضي باستحقاق واحتكار الشركة لإنتاج الفوسفات في سوريا.

وقبل إندلاع الثورة السورية في عام 2011، كانت سوريا تدرج ضمن أكبر خمسة دول مصدرة للفوسفات في العالم، وأبرز مناجمها الشرقية (45 كيلومترا جنوبي غربي مدينة تدمر) وخنيفيس (60 كيلومترا عن تدمر).

وبلغ إجمالي إنتاج المنجمين من الفوسفات قبل الحرب 3.5 مليون طن سنوياً، وكان يصدر منها حوالي 3 ملايين طن، والباقي يوجه إلى مصنع الأسمدة في مدينة حمص.

وتبقى شركة “ستروي ترانس غاز”، التي يمتلك الملياردير الروسي “غينادي تيموشينكو” حصة فيها تبلغ 31.5%، المستثمر الوحيد المعروف في سوريا، والذي يحصل على كامل الامتيازات في مجالات النفط والفوسفات والغاز.

الروس نفسهم الذين زودوا النظام بدورهم بالـ S300 ولازالت دمشق تقصف من الطيران الإسرائيلي بين الحين والآخر بدون أن يتم تشغيلها حتى الآن.


ألم يسأل مؤيدي نظام الأسد نفسهم لماذا هذه الشركة فقط تحتكر العمل في هذه المجالات في سوريا؟

ألم يعرف مؤيدي الأسد أن النظام السوري عندما طلب من روسيا أن تنقذه من السقوط قام بالتنازل عن كل شيء في سوريا لصالح الدب الروسي.

الأزمة التي يعيشها مؤيدي الأسد في مناطقهم سيلحقها أزمات أكبر من هذه مع الأيام، لأن النظام السوري قد أعلن إفلاسه، وينتظر الجهة التي ستدفع له مقابل امتيازات أخرى موجودة في سوريا غير النفط والغاز والفوسفات، فمن هذه الجهة التي ستمد يدها إلى الأسد لإنقاذه ولحفظ ماء وجهه.

هادي العبد الله