لم يكن أحد يتوقع أن بعضاً من الفنانين السوريين، والذين عرفوا بولائهم لرئيسهم بشار الأسد، أن يهبوا دفعة واحدة ليوجهوا انتقادات علنية تشكل نوعاً من الرفض والإستياء ويشتكون قياداتهم وعلى رأسها بشار الأسد.
وكانت الفنانة شكران مرتجى أول من تجرأ على إرسال صوتها لبشار الأسد، وهي التي بعثت رسالة مطولة للأسد تخبره فيها عن معاناة الشعب السوري الذي يعيش تحت سلطته وانقطاع الكهرباء بالإضافة إلى ظهور السوق السوداء وغلاء الأسعار.
ومن ثم جاء الدور على الفنان أيمن زيدان الذي كان برسائله القاسية إلى حكومة الأسد وسأل المسؤولين لم يقتلون بهجة الشعب السوري بالنصر، وطالبهم بعدم سرقة كبرياء الشعب وهو يلهث خلف الغاز والكهرباء.
وأخيراً كانت الفنانة إمارات رزق أيضاً قد هاجمت قيادتها، واستعانت بكلام أيمن زيدان لتعلن عن موقفها الرافض للإصلاحات السريعة في البنية التحتية في البلاد.
لتعود نفسها في اليوم التالي ولتجهز منشوراً خاص بها ولتطلقه على صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك، وقد نشرت فيه صورة لطفلة صغيرة وهي متوفية وتقول عنها: طفلة تم،ـوت من البرد في سوريا، لا يوجد مازوت ولا يوجد غاز، الله يلعن الزمن.
وقد تحدثت بعدها أن هناك تقصير كبير من المسؤولين عن تأمين احتياجات الشعب، وطالبتهم أن يلبوا أساسيات الحياة لدى المواطن، وأن يخجلوا من أنفسهم، وأن لا يهينوا المواطنين الذين صمدوا كل هذه المدة ورفضوا الخروج من البلد من أجل غاز وكهرباء وماء.
ولتبدأ بعد ذلك موجة كبيرة من الردود والتعليقات على منشورها، ومن أحد الردود كان لشاب يدعى “إبراهيم سويدان” يرد عليها قائلاً: “الفنانين بدهن يقنعونا هلق أنو صار عندهم احساس وضمير طيب طول 8 سنين العالم عم تموت وتنقصف، ما شافوها هلق عم يحكو ع الكهربا والمازوت شوهالضمير الحي والانسانية الي عم تطف وتنكب عالأرض”.
وفي أحد التعليقات كان هنالك إحداهن تدافع عن النظام وتدعى “ولاء بلال” وتقول: حرب لسا ما خلصت ودمار لسا ما تعمر لحقنا ندور عالفوضى، المقصد انو خلينا بالاول نخلص من الارهاب وبعدا ندور عالفوضى، ما لازم نحمل الدولة فوق طاقتها، رغم انو فيه تقصير بكتير شغلات.
وبعد كل موجات الانتقادات تجاه الوضع المعيشي في مناطق النظام لا يسعنا إلا أن نفكر أن شيئاً يشبه الثورة يحضر له في مناطق سيطرة الأسد وخاصة في دمشق ومدن الساحل، وربما ورائه إيران أو روسيا.
هادي العبد الله