لأول مرة منذ عام 2012 يدخل التلفزيون الحكومي السوري الموالي للأسد إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي.
حيث بثت قناة الإخبارية السورية تقريراً مصوراً لمراسلها “فاضل حماد” من وسط مدينة منبج، للمرة الأولى منذ فقدان النظام السوري سيطرته على المدينة.
وخلال التقرير الذي تم إعداده قبل حصول التفجير في المدينة الذي راح ضحيته 4 جنود أمركيين و9 أشخاص من المدنيين ومن المقاتلين التابعين لقوات سوريا الديمقراطية.
وقام مراسل التلفزيون بالتقاء عدد من الأهالي الذين عبروا عن دعمهم للحوار بين حكومة النظام السوري والإدارة الذاتية للأكراد، وطالبوا بدخول جيش الأسد إلى المدينة.
وقال المراسل في التقرير إن عدم مصداقية الولايات المتحدة ومماطلتها في سحب قواتها من سوريا، ونشرها لنقاط مراقبة تابعة لها في محيط مدينة منبج هو ما يعرقل الحوار ويؤخره.
وكان سبق أن أعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري بتاريخ 28-12-2018، أن الجيش التابع لها قد دخل إلى محيط مدينة منبج، وأن قوات سوريا الديمقراطية قد بأت بالانسحاب من المدينة.
ونشرت بعدها مقطعاً يظهر انسحاب رتل من السيارات والعناصر من على جسر قره قوزاق بالقرب من نهر الفرات، وأفادت أن الانسحاب أتى بعد اتفاقات بين الطرفين على خلفية التهديدات التركية.
إلا أن التحالف الدولي سرعان ما نفى حينها دخول قوت الأسد إلى مدينة منبج، وأن انتشار وحدات من جيش النظام على مشارف منبج ولم تدخلها بعد.
ولكن بنفس التاريخ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي الموالية لنظام الأسد بعدد من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر وصول أرتال عسكرية لجيش الأسد إلى بلدة العريمة قرب منبج، وحتى أن هناك صور ومقاطع تم التقاطها داخل مدينة منبج في ذلك التاريخ.
وكانت المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية “جيهان أحمد”، أكدت أن قوات سوريا الديمقراطية لا تعارض رفع العلم السوري على المؤسسات الحكومية في مدينة منبج ، وأنها لا تسعى للانفصال عن سوريا، بل تريد فقط الاتفاق على الإدارة الذاتية.
وتقع منبج في شمال شرق محافظة حلب شمالي سوريا، على بعد 30 كلم غرب نهر الفرات و80 كلم من مدينة حلب.
وفي عام 2011، شاركت منبج في الاحتجاجات السلمية، وفي عام 2012 تم إعلان تحريرها من قبل الجيش السوري الحر وأصبحت إدارة المدينة من مسؤوليات أبنائها حيث جرت انتخابات لتعيين مجلس محلي.
وفي 2014 سيطر تنظيم داعش على المدينة، وفي 2016 شنت قوات سوريا الديمقراطية، هجوماً على منبج من أجل استعادة السيطرة على المدينة، تحت غطاء جوي من قوات التحالف الدولي.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على المدينة بعد هجوم استمر شهرين، حاولت بعدها تركيا الهجوم على منبج من أجل طرد قوات سوريا الديمقراطية منها، ولكن واشنطن حالت دون ذلك الهجوم لأنه ضد ما اعتبرتهم حلفائها في محاربة داعش.
تشهد مدينة منبج حالياً حالة من الترقب والتوتر بعد إعلان واشنطن نيتها بسحب قواتها من سوريا، وتوجه الأرتال العسكرية التركية إلى الحدود الجنوبية التركية القريبة من المدينة، وسط أنباء عن اقتراب معركة السيطرة على المدينة.
هادي العبد الله