تخطى إلى المحتوى

أمريكا تقدم مبادرة للسلام في الشرق الأوسط

دعا مسؤولون كبار في البيت الأبيض، اليوم الخميس، دول منطقة الشرق الأوسط لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين، للتوصل إلى صفقة بينهما، مؤكدين عزمهم طرح مبادرة سلام مفصلة.

وأوضح المسؤولون الأمريكيون، أن واشنطن ستقدم مبادرة أكثر تفصيلاً من المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط، التي تم طرحها عام 2002.

وأشار المسؤولون أن من أهداف هذه المبادرة إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، موضحين أنها جزء مهم من الخطة الأمريكية للسلام في المنطقة.

وتأتي هذه التصريحات عقب تسريبات لوسائل إعلام عبرية، أمس الأربعاء، عن تفاصيل “صفقة القرن” الأمريكية، التي طرحها الرئيس “دونالد ترامب” لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول أمريكي، أن الصفقة تتضمن إعلان دولة فلسطينية على 90% من أراضي الضفة الغربية المحتلة مع عاصمة تشمل أجزاء من شرقي القدس.

كما تشمل الخطة “إقامة دولة فلسطينية على مناطق أكثر بمرتين من المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية اليوم، كما تتضمن عملية تبادل أراضي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.

ولم تشر الخطة إلى مصير اللاجئين الفلسطينيين الذي يعد أحد نقاط الخلاف الكبرى في الصراع الممتد منذ عشرات السنين، كما لم يتناول وضع قطاع غزة في هذه الخطة.

وردت الرئاسة الفلسطينية، أمس، على هذه التسريبات، في بيان للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: “أي خطة سلام أمريكية مع إسرائيل لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بالكامل على حدود عام 1967، سيكون مصيرها الفشل”.

وأضاف “أبو ردينة” في البيان: إن “استمرار بث الإشاعات والتسريبات حول ما يسمى ملامح صفقة العصر التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية، إضافة إلى الاستمرار في محاولة إيجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة، هو محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود”.

وأكد أن “العنوان لتحقيق السلام العادل والدائم هو القيادة الفلسطينية، التي تؤكد أن أية طروحات تتعلق بالمسيرة السياسية يجب أن تكون على أساس الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.

وشدد على أن طريق تحقيق السلام في المنطقة واضح، يمر من خلال الشرعية الفلسطينية، وأن أية مشاريع تهدف إلى الالتفاف على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني إلى الحرية والاستقلال لن يكتب لها النجاح.
وقال: إن واشنطن تحاول الالتفاف على المبادرة التي تنص على تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل بشرط انسحابها من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس والجولان السوري والأراضي اللبنانية.

ومن المقرر أن يطلق الرئيس ترامب الصفقة بعد انتخابات برلمان الاحتلال الإسرائيلي (الكنيست)، في شهر نيسان المقبل.

وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ إعلان “ترامب”، في السادس من ديسمبر 2017، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها في 14 أيار الماضي.

ومنذ فترة جرى الحديث عن نية إسرائيل مطالبة عدد من دول المنطقة، ومن بينها سوريا، بأموال تناهز 250 مليار دولار، باعتبارها تعويضات عن أملاك يهودية استولت عليها هذه الدول.

الأمر الذي جعل نظام الأسد يصدر تعميمات عسكرية داخل أركان نظامه بطمأنة اليهود وكل من يهتم بشؤونهم أن أملاكهم في سوريا مصانة وأن رجوعهم إليها متاح ولا يوجد أي عائق أمامه.

حيث يبدو نظام الأسد حريصاً للغاية على استخدام ورقة اليهود وحماية أملاكهم لتلميع صورته أمام إسرائيل والمجتمع الدولي.

المحرر