تداولت وسائل التواصل الاجتماعي على موقع فيسبوك مقطعاً مصوراً من مدينة الرقة التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، والذي أثار سخرية العديد من النشطاء والمتابعين.
ويظهر في التقرير مراسلة لوكالة محلية كردية وهي تقف خلف دوار الساعة في مدينة الرقة، وتقول بأنه سيتحدث معها مواطن من مدينة الرقة يدعى “حبيب الحسين”.
وتسأله بعدها المراسلة عن لو كان بإمكانه الحديث قليلاً عن أهمية دوار الساعة في مدينة الرقة؟.
ليبدأ بعدها المواطن “حبيب” بالحديث قائلاً: “سوف أتحدث لك عن أهمية دوار الساعة، ويعتبر من المواقع الآثرية في مدينة الرقة، وهو قديماً من قدم الزمان وبناه العباسيون قبل 50 عاماً”.
ويتابع: ” أن دوار الساعة قد شهد حرباً لا مثيل لها، وقد تعرض للعديد من الإصابات، وقد استخدمه الدواعش وسيلة للقصاص، وتشوه الدوار ومدينة الرقة على زمانهم”.
لتبدأ بعد حديثه هذا ضمن التقرير موسيقا حزينة للتأثير على متابع التقرير، لكي لا ينتبه للجملة الخطيرة التي قالها هذا المواطن، فالعصر العباسي كانت نهايته منذ أكثر من 500 عام.
ودوار الساعة الذي يعتبر من المعالم الحديثة في مدينة الرقة، وتم بنائه في ستينات القرن الماضي أي منذ حوالي 50 عاماً صحيح، ولكن ليس “العباسيون” من قاموا ببنائه.
وكان قد سمي الدوار بالساعة نسبة إلى وجود مجسم الساعة الضخم فيه، وحيث أن الساعة التي ليس لها وجود بداخله منذ أن تمت عملية بنائه.
ومع كل الأشخاص الذين استلموا منصب محافظ لمدينة الرقة كانوا يقولون أنهم سينجزون مشروع دوار الساعة، وأن الساعة سيتم وضعها بداخله وستعمل، ومنذ خمسين عاماً وحتى يومنا هذا لم يستطع أحد أن يقوم بهدذه المهمة.
فكتب التاريخ اعترفت أن مدينة الرقة ازدهرت في العصر العباسي وخصوصاً في عام 800، حيث استخدم الخليفة “هارون الرشيد” الرقة كعاصمة ثانية إلى جانب بغداد، لوقوعها على مفترق طرق بين بيزنطية ودمشق وبلاد ما بين النهرين.
وفي عام 1258، دمر المغول مدينة الرقة على غرار ما فعلوا ببغداد.
أما في عام 2013، وبعد عامين من بدء الثورة السورية، تمكن الجيش الحر من السيطرة على مدينة الرقة لتكون أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سلطة نظام الأسد.
وفي عام 2014، وبعد معارك عنيفة بين الجيش الحر وداعش، سيطرت داعش على مدينة الرقة وأعلنت “الخلافة” المزعومة منها.
وفي نهاية عام 2017، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة بشكل كامل على مدينة الرقة بعد عمليات عسكرية مشتركة مع التحالف الدولي، ولا تزال تسيطر عليها حتى الوقت الحالي.
هادي العبد الله