تحدث نائب رئيس مجلس الشعب في نظام الأسد والمخرج “نجدة إسماعيل أنزور” في حوار مع صحيفة “الوطن” الموالية للنظام.
وتناول حديثه عن الانسحاب الأمريكي من سوريا، وعن مساعي تركيا إلى السيطرة على منطقة شرق الفرات، وعن الحوار الدائر حالياً بين الوحدات الكردية ونظام الأسد.
ودعا “أنزور” القيادات الكردية إلى التوقف عن محاولات التشاطر على النظام، وقبول كافة المعطيات التي يفرضها النظام السوري عليهم، لأنهم بعد تجربتهم الفاشلة مع واشنطن، وما فعلته بهم وتركتهم في ساحة القتال وحيدين، وسط نية تركية في السيطرة على كامل منطقة شرق الفرات وتهديد مستقبلهم.
وكان تصريح “أنزور” تعليقاً على تصريحات لقيادات كردية أول أمس بأن المحادثات الأخيرة بين الكرد والحكومة السورية التابعة لنظام الأسد لم تأتي بأي نتيجة.
وقال “أنزور” إن الثقة مهمة جداً في علم السياسة، والفرق بين الشطارة والتشاطرهو فرق كبير، إذ إن التشاطر قد يضر بصاحبه، وقد يكون قد فات الآوان ونحن في حالتنا هذه نحزن كثيراً أنه للأسف سيضر بمن يدعون تمثيلهم.
وأشار “أنزور” أن القيادات الكردية ليس من مصلحتها وضع الشروط على النظام السوري لأن ذلك لا يحقق مصلحة إخوتنا الأكراد.
ولفت “أنزور” إلى أن توجه القيادات الكردية إلى النظام السوري هو أمر بديهي، متسائلاً: “هل هناك حاجز بين أي كان وبين عاصمته، ما هو غير طبيعي التنقل بين عواصم العالم، وهذا مدعى للأسف ليس كرمى للمستفيدين من هذا الأمر، وإنما آسف على الناس والوقت الضائع من حياتهم ومستقبلهم، بسبب خفة قياداتهم”.
وقال “أنزور” تعليقاً على تغريدات الرئيس الأمريكي ترامب التي تحدث فيها عن إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا بالاشتراك مع تركيا.
“إن هذه المداعبة لأردوغان لن تصرف في الجغرافية السياسية القابلة للحياة، التركي يترسمل من الأمريكي من دون أن يكون أي شي على حسابه، وهذا ليس في مصلحتنا، وهو بشكل مضاعف ليس في مصلحة أهالي الشمال، لذلك عليهم أن يعيدوا حساباتهم تجاه النظام السوري”.
كما اعتبر “أنزور” أن المصلحة الوحيدة التي تخدم المناطق المحررة في الشمال السوري من دون تردد هي في عودة النظام السوري إلى بسط سيطرته الكاملة على كافة الأرضي السورية.
وصرح “نجدت أنزور”، “أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا هو نتيجة كم أسطوري من التضحيات التي قدمها جيش الأسد، ونتيجة استعادة النظام السوري لعافيته”.
وكانت آخر الأعمال على الصعيد الفني لـ “أنزور” هو فيلم بعنوان “رجل الثورة” عام 2018 والذي شهد انتقادات كبيرة في الوسط الثائر والمعارض للأسد، معبرين عن استيائهم من طريقة تزوير الفيلم للحقائق، والتي على رأسها استخدام النظام للسلاح الكيماوي، وعن إساءة الفيلم لرجال الدفاع المدني ويظهرهم على أنهم مزورين ومفبركين.
وكان “أنزور” قد قدم حوارات الفيلم “رجل الثورة” كلها باللغة الإنكليزية، وأراد أن يبرر ذلك، فزعم أن الجمهور السوري يعرف الحقيقة، وأنه يريد أن يوصل الحقيقة إلى العالم كله.
وسبق لأنزور أن أخرج فيلماً عن معركة سجن حلب المركزي بعنوان “رد القضاء” عام 2016 وقد أظهر فيه السجناء نادمين على محاربة النظام السوري، وأنهم قد غرر بهم، وهم ينوون القتال إلى جانب قوات النظام، لدحر الإرهابيين.
وكان قد تبنى “نجدت أنزور” رواية النظام السوري قبل الثورة عندما أخرج مسلسل “أخوة التراب” عام 1996، في فترة كانت علاقات النظام السوري تعيش توتراً مع تركيا، ورافق ذلك تهديد تركي بشن حرب على سوريا.
يذكر أن المخرج “نجدت أنزور” قد كرمه نظام الأسد نظير خدماته السينمائية الموالية له، بمنحه عضوية “مجلس الشعب” التابع للنظام، وهو يشغل منصب نائب رئيس المجلس.
هادي العبد الله