تخطى إلى المحتوى

أسوء لعبة موبايل أساءت للسوريين

“تقريني يا حبي” أو (Bury me, my Love) هي لعبة حوارية تفاعلية تحاكي واقع اللاجئين السوريين، وبكوني سوري أحببت فكرة اللعبة بعد مشاهدة إعلانها، وأن العالم قد اعترف بنا كمنكوبين.

هكذا يبدأ حديثه “عبد الله ” وهو شاب سوري، لديه قناة على اليويتوب مختصة بالألعاب، ويقوم بمراجعة الألعاب بشكل دائم ومناقشة سلبياتها وإيجابياتها على قناته الخاصة ولديه جمهور من مختلف أنحاء العالم.

يتابع حديثه “عبد الله” أنه لاحقاً بعد أن قام بشراء هذه اللعبة من تطبيق المتجر، علماً أن كلفة تحميلها تبلغ 5$، اكتشف أنها لعبة محاكاة رخيصة لكل الأفكار الغربية عن اللاجئين السوريين بشكل خاص وعن العرب بشكل عام.

وتدور فكرة اللعبة حول امرأة لاجئة اسمها “نور” تهرب من الحرب في مدينة حمص السورية في محاولة للوصول إلى أوروبا.

وتتواصل دائماً “نور” مع زوجها ويدعى “مجد” الذي اضطر للبقاء في سوريا بجانب عائلته ولم يسافر معها، ويأخذ اللاعب في اللعبة مكانه، والذي يحاول إرشاد “نور” وأن يتحكم في رحلة “نور” للوصول إلى أوروبا.

ويقول “عبد الله” أن الشخصيتين الرئيسيتين في اللعبة هما شخصيات استفزازية لكل شاب عربي مسلم يحمل القليل من الإنسانية ويفكر بعقله.

ويتابع حديثه أن في هذه اللعبة “نور” بعد أن تخرج من سوريا تقوم بخلع الحجاب عن رأسها في أول تصرف مستفزل لها، ولكن ردة فعل زوجها “مجد” كانت عادية جداً.

ويضيف “عبد الله” أن شخصية “نور” يحاول الغرب أن يصورها على أنها هي شخصية المرأة العربية المسلمة التي تضع الحجاب على رأسها بسبب عادات مجتمعها، وفي أول فرصة لها تقوم بخلعه، ولا يجوز لأحد أن يحاسبها.

إضافة إلى ذلك “نور” أرسلت بعد ذلك لزوجها “مجد” أنها نامت مع شخص آخر غير زوجها خلال رحلتها، وكانت ردة فعل زوجها بأن قال لها “ابقي بأمان حبيبتي”.

غير ذلك يقول “عبد الله” كاتب القصة يجزم أن أي حدا داخل سوريا ويمسك سلاح هو قاتل ، مهما كان الدافع وراء مسكه للسلاح، فكيف للكاتب أن يتخيل هكذا واقع بدون أن يشاهد هذا الشيء بعينه أو من مصدر موثوق، ولكنه جزم كذلك من الأفلام الأجنبية ومن الواقع الغربي.

وكل شيء في القصة هذه هو عكس تماماً قصة اللاجئين السوريين، الذين يعانون الويلات والقصف والنزوح والتهجير وعند تفكيرهم في اللجوء إلى أوروبا، حيث لا يملكون أموالاً كافية تساعدهم على اللجوء ويسافرون في قوارب غير مخصصة للسفر، ويتعرضون للموت أكثر من مرة.

وكان تصوير لجوء “نور” على أنه لجوء خمسة نجوم حيث تملك أمولاً كثيرة، وتنام في الفنادق وتلبس أفخم الثياب، ويوجد أشخاص أوروبيين يساعدونها دائماً، وهناك أشخاص يقومون بتوصيلها بسيارات فخمة عندما ترغب.

ويعلق “عبد الله” على هذا التصوير بأن لماذا لم يصورون الناس الذين يسافروا عبر البحار بقوارب غير صالحة وتغرق هذه القوارب ويموت من يموت منهم وينجو من ينجو، لماذا لم يصوروا اللاجئين الذين يموتون من قسوة البرد، لماذا لم يصوروا حياة السوري الذي يدمر بيته ويخسر كل ما يملكه ويضطر للهرب بدون أن يكون معه أي شي يساعده على متابعة الحياة.

مخرج هذه اللعبة يسعى إلى تصوير رحلة اللاجئين السوريين للأشخاص الذين لا يعرفون هذا الإحساس، بأنها رحلة إرادية وممتعة وبأنها تعتمد على المغامرات والأكشن، ويصورون أن اللجوء هو أحلى شيء في حياة الإنسان.

وعندما قام بشراء اللعبة وتحميلها لم بجد فيها سوى شاشة المحادثة بين شخصين، بدون خلفيات مبتكرة أو فيديوهات تفاعليه أو شي محفز آخر، مما يؤكد أن هذه اللعبة هي تسويق قذر للقضية السورية، صمموها لكي يكسبوا الأموال من الناس الذين يقومون بتحميلها للتعاطف مع اللاجئين السوريين.

وأن سبب بقيامه بمراجعة اللعبة ونشره للمراجعة على الانترنت، هو ما قامت به وسائل الإعلام العربية من ترويج لهذه اللعبة بعد أن شاهدوا الإعلان المغري فقط بدون تحميلها أو لعبها حتى.

وقال “عبد الله” أن الموضوع كان مستفز بالنسبة له لأنه كان متوقع شيء ووجد شيء آخر مختلف الأمر الذي شكل صدمة بالنسبة له، وينصح ويحذر الجميع بعدم خسارة ولو دولار واحد ثمن هذه اللعبة.

يذكر أن هذه اللعبة ابتكرها الفرنسي “فلورنت مورين”، وطورتها استوديوهات بيكسل هانت، وذلك بعد أن قرأ قصة لاجئة سورية تدعى “دانة”، روت قصة رحلتها إلى أوروبا في جريدة “لوموند” الفرنسية، بحسب قوله.

واللعبة هذه هي حصيلة إنتاج مشترك لثلاث شركات: “ذي بكسل هانت” و”فيغز” وقناة “أي آر تي إي فرانس”، وتنشرها شركة “بلايديوس إنترتينمنت”.

هادي العبد الله