تخطى إلى المحتوى

وزير لبناني يسعى إلى عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية

على بعد ساعات من انعقاد القمة العربية الاقتصادية والتنموية في لبنان، انتشر عبر الصحف اللبنانية مضمون رسالة قام بإعدادها وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” لإرسالها الى الأمين العام للجامعة العربية “أحمد أبو الغيط”.

وغاية “باسيل” من الرسالة أن يدعو الى اجتماع إستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب على وجه السرعة من أجل إصدار قرار بعودة النظام السوري الى الجامعة العربية.

ولكن رئيس الحكومة المكلف “سعد الحريري” رفض هذا الطلب وطالب “باسيل” بعدم توجيه الرسالة الى “أبو الغيط”، الأمر الذي حرم نظام الأسد من حضور قمة بيروت الاقتصادية.

وكان “باسيل” قد جهز في 2 كانون الثاني 2019 كتاباً لإرساله الى “أبو الغيط” قائلاً فيه: “اليوم حان الوقت لإصلاح الخطأ، لذلك نطلب من معاليكم الدعوة لاجتماع إستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب على وجه السرعة من أجل عودة النظام السوري الى الجامعة العربية.

وأيضاً وقف العمل بقرار تعليق العضوية، ودعوته إلى القمة العربية التنموية التي تستضيفها بيروت يوم 20 كانون الثاني 2019، وذلك استناداً الى الفقرة “ب” من المادة السابعة من النظام الداخلي للجامعة العربية”.

وأشار “باسيل” أن القمة العربية التنموية التي ستعقد في بيروت، تتزامن مع بدء مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، ولا يجب غياب النظام السوري عنها كونه المعني بهذا الموضوع.

وأكد “باسيل” الذي يشغل منصب رئيس التيار الوطني الحر إضافة إلى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن بلاده كانت في طليعة المطالبين بعودة النظام السوري إلى عضويته بجامعة الدول العربية.

والذي يدل على ذلك هو تصريح سفير النظام السوري في لبنان “علي عبد الكريم علي” يوم أمس الخميس، عندما لمح إلى أن هناك إشارات إيجابية أتت من باسيل ولكن قابلتها إشارات أخرى غير ودية أتت من غيره.

وكان سابقاً قد بحث “باسيل” مع وزير الخارجية الروسي “لافروف” في ملف الأزمة السورية وفي ضرورة السير بالحل السياسي وعن عودة النازحين السوريين إلى سوريا وعده لافروف باستمرار دعم روسيا لتسهيل العودة مع جميع الجهات المعنية، وكذلك تم البحث في إعادة إعمار سوريا والدور المهم الذي يمكن أن يقوم به لبنان.

وأيضاً قام “باسيل” بالبحث ضمن ملف سوريا وإعادة إعمارها عند لقائه مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي “ديفيد هيل” قبل أيام، حيث أفادت المعلومات بأن “باسيل” طلب من هيل تقديم استثناءات لشركات لبنانية وللبنانيين بعد بدء عملهم مع النظام السوري في هذه المشاريع.

وسبق أن دعا رئيس مجلس النواب اللبناني “نبيه بري” إلى تأجيل القمة الاقتصادية العربية في بيروت، مشدداً على ضرورة مشاركة النظام السوري في هذه القمة.

وكان قد صرح الأمين العام المساعد للجامعة العربية “حسام زكي”: إن الجامعة العربية ليست لديها خطط لمناقشة دعوة النظام السوري إلى قمة تونس، خلال القمة الاقتصادية في لبنان، والتي حتى هي لم يتم توجيه دعوة بخصوصها إلى النظام السوري أيضاً”.

وكانت الجامعة العربية قد أوقفت عضوية النظام السوري، في تشرين الثاني 2011، نتيجة لضغوط عديدة مارستها دول عربية، ولا سيما الدول الخليجية، على خلفية قمع نظام الأسد للمتظاهرين السلميين في الثورة.

هادي العبد الله