تخطى إلى المحتوى

حلب تشهد نزوح عكسي إلى المناطق المحررة بسبب طوابير الغاز في المدينة

تشهد مناطق سيطرة النظام أزمة حادة بسبب فقدان الغاز من الأسواق وارتفاع سعرها، وتداول موالون للأسد على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر طوابير حاشدة من المدنيين في عدد من المحافظات السورية تنتظر الحصول على “جرة الغاز” على الرغم برودة الطقس.

طوابير واحدة في معظم المدن السورية في مشهد تحسبه للوهلة الأولى صورة من صور التهجير التي نفذها نظام الأسد، فمن لم يستطع النظام تهجيره وطرده من أرضه وبلاده حاربه بلقمة عيشه وحرمه من أبسط حقوقه.

أزمة الغاز التي تعيشها مناطق النظام أثارت انتقادات ومناشدات من فنانين وصحافيين موالين للأسد، طالبوا النظام ورئيسه بإيجاد حل لمعاناتهم، وانتقد بعضهم دعوات النظام للاجئين بالعودة في ظل تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي، متسائلين: “هل سيعودون ليقفوا معنا في الطوابير”.

ويستغل بعض التجار فقدان مادة الغاز ويعملون على احتكارها وبيعها بأسعار مضاعفة في الأسواق، حتى وصل سعر جرة الغاز في السوق السوداء حتى 17 ألف ليرة سورية.

فيما تستمر معاناة الأهالي في مدينة حلب خاصة لتأمين اسطوانات الغاز المنزلي منذ نحو شهرين، وسط أجواء مناخية قاسية، وتحكم فصائل محلية تابعة للأسد بعمليات توزيعه وبيعه إن وجد.

من أزمة الغاز في مناطق سيطرة الأسد

وقالت مصادر محلية، إن فصائل “لواء الباقر” و”لواء القدس” في حلب، تتحكمان بعمليات توزيع الغاز بشكل كامل، موضحة أن المقربين منها والعناصر والعائلات المحسوبة عليها، هي فقط من تحصل على اسطوانات الغاز بأسعار مقبولة.

وأضافت المصادر أن هذه الفصائل الموالية للأسد تقوم ببيع القسم الأكبر من الغاز المخصص للتوزيع إلى المدنيين، عبر وسطاء بسعر 10 – 17 ألف ليرة سورية.

وأوضحت أن هذه الفصائل الموالية للأسد تقوم بتخزين الغاز في الريف الجنوبي لمدينة حلب، ليتم طرحها بالسوق بشكل تدريجي للحفاظ على مستوى الطلب المرتفع والأسعار.

وحتى أن هنالك بعض العائلات الحلبية لم تحصل على اسطوانة غاز منذ أكثر من شهرين، رغم تسجيل بطاقاتها العائلية لدى مسؤوليين الأحياء في المدينة، وهذا كشرط لازم للحصول على “دور لاستلام جرة الغاز”.

أما عن الأرامل والمطلقات، اللاتي ليس بحوزتهن دفاتر عائلية، والعائلات التي فقدت بطاقاتها ليس بإمكانها التسجيل على الدورللحصول على الغاز، من دون إحداث أي طريقة أخرى لتأمين جرة الغاز لهذه الفئة.

وبسبب زيادة البرد وغياب التدفئة، انتشرت العديد من حالات إلتهاب الجهاز التنفسي بين الأطفال في حلب، وخاصة حديثي الولادة، وتوفيت طفلة من حي بستان القصر، بعدما ساءت حالتها، وقبل ذلك توفيت طفلة أخرى في باب النيرب لنفس السبب.

ولا يبدو أن أزمة الغاز في طريقها للحل، فيما يعتبرها آخرون سياسة ممنهجة يتبعها نظام الأسد متذرعاً بتعثر وصول شحنات الغاز المستورد من إيران، بسبب العقوبات الأمريكية على إيران وعلى سوريا.

وبسبب موجة البرد التي ضربت المحافظات السورية وندرة المحروقات في مناطق سيطرة النظام، شهدت أحياء حلب الشرقية نزوح عائلات إلى المناطق المحررة في ريف حلب منذ حوال أسبوعين.

من أزمة الغاز في مناطق سيطرة الأسد

وناهيك عن غلاء الأسعار بشكل جنوني لمعظم المواد الغذائية والمحروقات، وتصل أسعار بعض السلع في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، إلى ضعف سعرها عن المناطق المحررة.

ويعتمد الأهالي في المناطق الموالية للأسد على الغاز والمازوت في التدفئة والطبخ والأمور المتعلقة بالحياة اليومية، وذلك بعد حرمانهم من الكهرباء التي أصبحت لا تأتي إلا لدقائق خلال اليوم.

هادي العبد الله

الوسوم: