تخطى إلى المحتوى

طفل سوري من مخيمات اللجوء إلى العالمية والأوسكار

“زين الرفاعي” طفل سوري، هرب مع عائلته من محافظة درعا عام 2012، بحثاً عن ملجأ آمن لهم في لبنان، وكان حينها في السابعة من عمره.

6 سنوات قضاها في مخيمات اللاجئين في لبنان، من دون أن تتاح له أبسط مقومات الحياة، ولكن حياته تغيرت فجأة بعد اختيار المخرجة اللبنانية “نادين لبكي” له ليكون بطلاً لفيلمها “كفرناحوم”.

تدور أحداث الفيلم ومدته ساعتان عن طفل من مدينة درعا السورية، يرفع قضية ضد والديه، بسبب إنجابهما له، وذلك نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها الطفل.

ويتعامل الفيلم مع العديد من القضايا الاجتماعية التي تؤثر على اللبنانيين وعلى اللاجئين السوريين، كظاهرة عمالة الأطفال، والزواج المبكر للفتيات، وظاهرة انعدام الجنسية، وظاهرة الفقر.

فيلم “كفرناحوم” الذي نقل الطفل “زين” من المخيم إلى السجادة الحمراء في مهرجانات الأفلام العالمية، وفي شهر آب عام 2018، حصلت عائلة “زين” على لجوء سياسي إلى النرويج، ليبدأ بعدها “زين” حياة جديدة هناك.

وكانت في يوم وداعه، قد كتبت المخرجة اللبنانية “نادين لبكي” في رسالة للطفل “زين” ونشرتها على حسابها على انستغرام قائلةً:

“قبل أسابيع قليلة ودعنا زين وعائلته، الذين توجهوا إلى النرويج لبدء حياة جديدة، وقبل دقائق من توجهنا إلى المطار، شاهدته وهو يلقي النظرة الأخيرة على الحي، الذي عاش فيه حياته لستة أعوام، حياة كانت صعبة لأنه كان لاجئاً”

وتابعت ” نادين لبكي” بالقول: “لم يكن زين سورياً، أو لبنانياً، أو نرويجياً، أو مسيحياً، أو مسلماً، كان طفلاً يدفع ثمن حروبنا السخيفة من غير أن يدري سبب وقوعها”

تمنت “نادين لبكي” للطفل “زين” السعادة في حياته الجديدة، وأنها سعيدة لأنه سيذهب إلى المدرسة، ليحصل على فرصة تعلم جيدة.

واختتمت “نادين لبكي” رسالتها بالقول: “أنا على ثقة أن مستقبلاً فريداً سيكون بانتظار زين، لأنه يحمل كل القوة والحكمة”.

الطفل “زين” الذي حضر حفل تكريم فيلم “كفرناحوم”، في مهرجان كان السينمائي بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم.

كان قد قال سابقاً معبراً عن تلك اللحظة: عجزت عن الحركة هناك، كانت المرة الأولى التي أرى فيها الناس جميعاً يقفون ويصفقون لي، هذه اللحظة كانت الأجمل”.

ومؤخراً تم اختيار الفيلم “كفرناحوم” لحفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2019 عن فئة الفيلم الأجنبي، وقامت مفوضية الأمم المتحدة لشؤوون اللاجئين بتقديم رعاية عرض الفيلم في الولايات المتحدة.

وعبرت المخرجة اللبنانية “نادين لبكي” عن شعورها بسعادة كبرى لدى سماعها نبأ ترشح فيلم “كفرناحوم” لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، الفيلم الذي يحاكي حياة طفل لاجئ يصارع من أجل البقاء، بحسب قولها.

كما اعتبرت “نادين لبكي” أن فيلم “كفرناحوم” مغامرة غيرت حياة الجميع، من خلال تجسيده صورة الواقع الأليم الذي يعايشه الأطفال في لبنان، وإبراز مأساة العائلات والأطفال السوريين اللاجئين الذين يعيشون دون أوراق ثبوتية بسبب صعوبة هذا الأمر في لبنان.

وفي نفس السياق وصل فيلم “عن الآباء والأبناء” للمخرج السوري “طلال ديركي” للقائمة النهائية للأوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل.

ومن المقرر إقامة حفل توزيع جوائز الأوسكار يوم الأحد 24 فبراير 2019 بمسرح دولبي في هوليوود في الولايات المتحدة، وتنقل شبكة تلفزيون (ABC) الأمريكية الحفل على الهواء مباشرةً.

هادي العبد الله