أطل رئيس الاستخبارات، وأمين عام مجلس الأمن الوطني، والسفير السعودي في واشنطن سابقاً الأمير السعودي “بندر بن سلطان”، وذلك بعد طول غياب، بتصريحات مثيرة.
فـ “بندر بن سلطان” الذي كان يلقب بـ “رجل المهمات الصعبة”، والذي كان يشغل منصب المبعوث الخاص للملك السعودي، وجاء قرار إعفائه من مهامه عام 2015، عندما استلم الملك “سلمان عبد العزيز” الحكم في السعودية.
حيث تحدث “بندر بن سلطان” لصحيفة “إندبندنت عربية”، عن خفايا لقاءات جمعته بالزعماء والرؤوساء وعن ملفات عالقة في منطقة الشرق الأوسط، كان هو على إطلاع عليها أثناء فترة عمله في الاستخبارات السعودية.
وفي حوار مطول امتد لأكثر من 14 ساعة، داخل قصر الأمير “بندر بن سلطان” في أبحر بمدينة جدة السعودية، كشف “بندر بن سلطان” بما يجول في ذهنه ومخزن أسراره، عن المنطقة العربية وعمله سفيراً للرياض لقرابة ربع قرن في واشنطن.
بشار الأسد يعاني من عقدة أخاه
وبداية الحديث كان عن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، وعن العلاقة المتوترة مع السعودية وعن تضخيم إعلام النظام لدور الأمير “بندر بن سلطان” بتمويل الأحداث في سوريا.
حيث وصف “بندر بن سلطان” رأس النظام السوري “بشار الأسد” بـ “الولد”، قائلاً: “إن والده كان رجلاً محاطاً برجال، وكان قادراً على الحسم واتخاذ القرار بخلاف ابنه بشار، حيث لديه عقدة لم يتخلص منها اسمها باسل حافظ الأسد”.
ويكشف “بن سلطان” في الحوار كذلك، كيف توسط لـ “بشار الأسد” لدى الحكومة البريطانية بعد تخرج “بشار الأسد” من جامعته، وذلك ليحصل على دورة تخصصية في طب العيون في العاصمة البريطانية.
كيف الرئيس بوتين سيجبر الأسد على الركوع
وفي حديثه عن تفاصيل لقائه بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بعد بداية الثورة السورية، وذلك حينما بدأ الأسد بقصف المدنيين.
موضحاً أن “بوتين” قال له: إن السعوديين هم من “كبروا رأس الأسد”، وذلك حينما رتبوا له لقاءات مع الرئيس الفرنسي السابق “جاك شيراك” ومع مسؤولين في البيت الأبيض، وذلك في بداية استيلاء الأسد على السلطة.
وقال “بن سلطان” أن “بوتين” أخبره خلال اللقاء الذي جمع بينهما، أنه دعا “بشار الأسد” أكثر من مرة لزيارة موسكو، وذلك قبل بداية الثورة السورية ولكنه كان لا يقبل المجيء، ولكنه الآن سيأتيني حبواً ليطلب مساعدتي.
أسباب فشل أوباما في إدار الشرق الأوسط
وفي الحديث عن الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، قال “بن سلطان” أنه هو سبب جرأة روسيا وإيران على التدخل في سوريا بسبب قراراته المتراخية، وعدم اعتماده مبدأ الحزم في القرارات.
وكشف عن تفاصيل المكالمة الأخيرة بين الملك السعودي الراحل “عبد الله بن عبد العزيز” و الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”.
والتي قال فيها الملك “عبد الله” لـ “أوباما”: “لم أتوقع أن أعيش هذا العمر لأرى رئيساً للولايات المتحدة يكذب عليّ”.
وذلك في إشارة إلى الخطوط الحمراء الشهيرة والتي وعد بها أوباما علناً، بأنه سيوقف تجاوزات النظام السوري تجاه المدنيين، حين كانت قوات النظام تلقي البراميل المتفجرة عليهم وتستخدم الكيماوي ضدهم.
وكشف “بن سلطان” عن سبب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية في آخر أيام حكم الرئيس “أوباما”.
موضحاً أنه كان “يعد بشيء ويفعل العكس”، وكان يتحدث عن تحجيم دور إيران في المنطقة، وفي الوقت نفسه كان يتفاوض مع إيران سراً، مما جعل السعوديين يفقدون الثقة به.
ويقول “بن سلطان” أنه ليس نادماً على عدم اللقاء بالرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، ويرى أنه أعاد منطقة الشرق الأوسط عشرين عاماً إلى الوراء بسبب سياسته التي اتبعها في المنطقة.
اتهامات إيرانية لـ “بندر بن سلطان” ورد عليها
يذكر أن وكالات أخبار إيرانية كانت قد اتهمت “بندر بن سلطان” بأنه يقف وراء اغتيال “عماد مغنية” الذي كان يعتبر أكبر قيادي عسكري في حزب الله اللبناني، وذلك في انفجار في العاصمة السورية دمشق بالاشتراك مع الموساد الإسرائيلي.
وتحدثت الوكالات الإيرانية أيضاً عن أدوار لـ “بندر بن سلطان” في نشأة تنظيم “داعش” واستمرار تمويلها، الأمر الذي نفاه بشكل كامل “بندر بن سلطان” خلال اللقاء معه.
هادي العبد الله