تخطى إلى المحتوى

معاناة المدنيين الفارين من مناطق داعش إلى مخيمات قسد

تستمر الاشتباكات على أطراف بلدة الباغوز شرق محافظة دير الزور، بين “قسد” وما تبقى من عناصر “داعش” ممن اختاروا القتال حتى النهاية.

حيث ذكرت مصادر في المنطقة الشرقية، أن المناطق الواقعة تحت سيطرة “داعش”، كانت قد شهدت قبل يومين، فرار نحو ألفي مدني إلى مناطق سيطرة “قسد”، ليتم ترحيلهم بعدها إلى مخيم “الهول” في محافظة الحسكة.

وأشارت المصادر إلى أن هنالك عدد كبير من المدنيين لم يستطيعوا الخروج من المنطقة، إذ يتم اتخاذهم دروعاً بشرية من قبل “داعش”، في حين تشهد المنطقة قصفاً مكثفاً من قبل طيران التحالف الدولي ومدفعية “قسد”.

حيث أن المدنيين يقومون بالفرار من مناطق “داعش” بسبب خوفهم من أن يتم اتهامهم بأنهم على علاقة مع “داعش”، وهو ما قد يعرضهم لابتزاز مالي كي ينجوا بأنفسهم لاحقاً، فضلاً عن الظروف الصعبة والإهانات التي تعرض لها من فر سابقاً من المدنيين إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”.

رحلة نزوح المدنيين من مناطق داعش

AFP

الصور الأخيرة التي انتشرت للمدنيين الهاربين من مناطق “داعش”، وكأنهم بعثوا من قبورهم في يوم القيامة نظراً لهول منظرهم، وذلك في لحظة وصولهم إلى مناطق سيطرة “قسد”، بعد رحلة استمرت لعدة ساعات في جنح الظلام ووسط برد الصحراء القارس.

حيث تخبئ رمال الصحراء ملامح الأطفال والنساء والشيوخ، الذين يشكوا عدد منهم من طفح وأمراض جلدية تنتشر في وجوههم وأجسادهم، ويجلسون فوق بعضهم داخل شاحنات كبيرة، حيث يختلط صراخ الأطفال الرضع بأصوات أمهاتهم اللواتي يحاولن تهدئتهم.

ويتسابق العالم لتصويرهم، وهم الذين كانوا شبه أسرى ومحتجزين لدى تنظيم “داعش”، وعند فرارهم اصطدموا باجراءات تعبر عنها قوات “قسد” بأنها “أمنية بحتة”، بينما يرى المدنيون أنها اجراءات إذلال واحتقار، حتى أنهم باتوا يتوسلون من أجل لقمة خبز.

المستقبل الذي ينتظر المدنيين الفارين من مناطق داعش

AFP

وذكرت مصادر أن عدد الخارجين من مناطق سيطرة “داعش” منذ مطلع كانون الأول الماضي حوالي 28 ألفاً، من جنسيات مختلفة، ومن ضمنهم نحو 2100 عنصر من تنظيم “داعش” ممن جرى اعتقالهم من قبل القوات الأمنية في “قسد”.

حيث تقوم “قسد” بنقل جميع الفارين من مناطق تنظيم “داعش” إلى حقل العمر النفطي، ليتم فرزهم هناك ونقل المشتبه بانتمائهم إلى “داعش” للتحقيق معهم ونقل الباقي إلى مخيم الهول في محافظة الحكسة.

ويخضع مخيم الهول إلى إدارة “مجلس سورية الديمقراطية”، حيث بلغ عدد قاطني المخيم حوالي 40 ألف مدني، يعيشون في ظروف معيشية وإنسانية صعبة للغاية، حيث تمت مصادرة الوثائق الشخصية الخاصة بهم، لمنعهم من مغادرة المخيم.

AFP

ومؤخراً تم إسعاف حوالي 25 طفل من المخيم إلى مستشفيات محافظة الحسكة لتلقي العلاج، الذي يعتبر غير متوفراً في المخيم، وذلك نتيجة إصابتهم بأمراض مختلفة ناتجة عن سوء التغذية وقلة النظافة.

وكانت قد ذكرت مواقع محلية في المنطقة عن وفاة طفل حديث الولادة في المخيم نتيجة الظروف الصحية السيئة، وسبقها وفاة طفلة صغيرة من نازحي محافظة دير الزور نتيجة البرد القارس وانعدام التدفئة.

ونشرت شبكات أخبار محلية أن ثمة عناصر من “قسد” يقومون في مركز “إيواء هجين” بريف دير الزور الشرقي، باحتجاز المدنيين ورفض إطلاق سراحهم قبل دفع مبلغ ألف دولار عن كل شخص، وإلا سيبقى مكانه تحت الإقامة الجبرية.

وكان قد أطلق ناشطون في 22 تشرين الثاني الماضي، حملة “مدنيون ليسوا داعش”، لمناصرة المدنيين في دير الزور، وبحسب الحملة فإن المدنيين في دير الزور محاصرين “من قبل التحالف الدولي، وقسد، وداعش، ونظام الأسد”، وترتكب بحقهم انتهاكات يومية، راح ضحيتها مئات المدنيين خلال الفترة الماضية.

يذكر أنه شهدت الفترة الماضية إعلان القائد العام لـ “قسد” المدعو “مظلوم كوباني”، أن الوجود العسكري لتنظيم “داعش” سينتهي خلال شهر تقريباً.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: