تخطى إلى المحتوى

“حرب خاصة” فيلم يوثق عمل الصحفية كولفين في مدينة حمص (الفيلم كاملا)

الصحفية الأمريكية “ماري كولفين”، التي فارقت الحياة بسبب قصف نظام الأسد على حي باباعمرو بمدينة حمص بتاريخ 22 فبراير 2012، والتي تعتبر واحدة من أشهر مراسلي الحروب، وذلك بسبب شجاعتها وجرأتها.

وقامت إحدى مؤسسات الإنتاج السينمائي بالقيام بفيلم وأطلقت عليه اسم “حرب خاصة”، وهو مستلهم من حياة مراسلة الحرب الأميركية “ماري كولفين” خلال الأعوام الـ 11 الأخيرة في حياتها.

حيث يبدأ الفيلم بنقل تفاصيل حياة “كولفين”من حرب المخيمات في لبنان إلى الحرب العراقية الإيرانية، ومن غزو العراق للكويت، إلى مظاهرات ميدان التحرير في مصر، إلى المعارك في ليبيا، إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص، قبل أن تلقى حتفها هناك لدى تعرض مكان اختبائها لقصف مدفعي من قبل قوات النظام.

وفي أحد مشاهد فيلم “حرب خاصة” داخل أحد الملاجئ في مدينة حمص المحاصرة، تخبر إحدى النساء الحمصيات “كولفين” كيف أنها تغذي طفلها من السكر والماء فقط، وتقول إن جسدها توقف عن إنتاج الحليب بعد معاناة فقدانها أحد أطفالها بسبب قصف النظام.

حيث تقول المرأة لـ “كولفين”: “من فضلك، لا أريد أن يكون هذا مجرد كلمات على الورق، أريد أن يعرف العالم أن جيلاً يحتضر هنا، أريد أن يعرف العالم قصتي”.

بوستر الفيلم

وقامت “كولفين” بتقديم آخر تقرير صحفي لها في 21 شهر فبراير 2012، من داخل مدينة حمص المحاصرة من طرف قوات النظام السوري، وكان برفقتها مصورها “بول كونروي”، الذي كان جندياً سابقاً وعمل في صفوف المدفعية الملكية البريطانية، وكان يعلم جيداً من خلال الاستماع للأصوات المدوية في السماء، أن حمص كانت تحت القصف بمعدل 45 قذيفة كل دقيقة.

وفي مشهد آخر ضمن فيلم “حرب خاصة”، يظهر قيام “كولفين” بآخر مداخلة صحفية لها مع قناة “CNN” الأمريكية، حيث كانت قد قالت في المقابلة.

“هذا أسوء صراع رأيته في حياتي، لأنها كانت انتفاضة سلمية تمت مقابلتها بالعنف، بشار الأسد يجلس في قصره بدمشق مذعوراً، وجهاز الأمن الذي بناه والده يتداعى من حوله.

وهو يقوم بالرد بالطريقة الوحيدة التي تعلمها، عندما كان صغيراً، شاهد والده يسحق معارضيه من خلال قصفه مدينة حماة وتحويلها إلى حطام، وقام بقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، لقد شاهد كما شاهدنا نحن، ديكتاتوراً يقتل وينجو من العقاب”.

حيث تمكن النظام السوري بعد انتهائها من المداخلة من تتبع الاتصال وتحديد مكانه، ليتم قصف موقع “كولفن” بعد نصف ساعة فقط من انتهاء المقابلة على القناة.

الأمر الذي أدى إلى مقتل “كولفن” وذلك في يوم 22 فبراير سنة 2012، وبرفقتها المصور الفرنسي “ريمي أوشليك”، كما تعرض المصور البريطاني “بول كونروي”، والصحفية الفرنسية “إديت بوفييه”، والناشط الإعلامي السوري “وائل العمر” لعدة إصابات مختلفة في القصف نفسه.

على الرغم من أن “ماري كولفين” لاقت مصرعها فإنه كان هناك الكثيرون الذين حملوا على عاتقهم نقل قصتها، ففي سنة 2018 تم إصدار فيلمين اثنين حول حياتها، واحد وثائقي بعنوان “تحت الخط”، والآخر هو فيلم “حرب خاصة”.

وكانت قد كتبت الصحفية “جانين دي جيوفاني”، وهي محررة قسم الشرق الأوسط في مجلة “نيوزويك”، أن لها كتاب سيصدر قريباً بعنوان “7 أيام في سوريا”، حيث أن الصحفية كانت قد رافقت “ماري كولفين” في عملها الصحفي السابق في سوريا، وكتبت شهادتها عن “كولفين” وستصدرها في هذا الكتاب.

صورة ماري كولفين الحقيقية

يذكر أن عائلة “كولفن” قالت لاحقاً، إن حكومة الأسد هي من اغتالتها، حتى أن عائلتها قامت برفع دعوى أمام القضاء الأميركي، واتهمت فيها قياديين بعينهم في نظام الأسد بتعقب وقتل “كولفين”، ومن بينهم “ماهر الأسد” شقيق رأس النظام “بشار الأسد”.

ومنذ حوالي الأسبوع، كانت قد أدانت محكمة أمريكية نظام الأسد بقتل “كولفين”، وأمرت بتغريم النظام بمبلغ يقدر حوالي 302 مليون دولار أمريكي، كتعويضاً لأسرة الصحفية.

وكانت قد سلطت وزارة الخارجية الأمريكية الضوء على الحكم الصادر عن المحكمة، والذي حمل النظام السوري المسؤولية لاغتيال الصحفية الأمريكية “ماري كولفين”.

وأشار بيان صادر عن نائب المتحدث باسم الخارجية “روبرت بالادينو” إلى أن “كولفين” التي قتلت عام 2012 في مدينة حمص السورية، كانت واحدة من بين 126 صحافياً قتلوا في سوريا منذ العام 2011.

مشاهدة الفيلم من هنا


مدونة هادي العبد الله

الوسوم: