تحدث الأمير “بندر بن سلطان”، عن محادثة جرت بينه وبين وزير خارجية النظام “وليد المعلم”، حيث وصف الأخير “بشار الأسد” بأنه “ولد”، مبدياً خشيته من تصرف “الأسد” في قضية اغتيال “رفيق الحريري” رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.
وقال “بندر” إنه بعد حادثة الاغتيال وبينما كان قد بدأ تحقيق دولي في القضية، توجه إلى دمشق في زيارة بطلب من العاهل السعودي الراحل الملك “عبد الله بن عبد العزيز”، وأضاف “بندر” أن “وليد المعلم” قال له: “دخيلك هالولد (بشار الأسد) بيدخلنا في كل مشكلة”.
وكان حديث الأمير “بندر بن سلطان” في مقابلة مع صحيفة “إندبندنت عربية”، وكان قد تم نشر الجزئين الأول والثاني من هذا اللقاء، وبانتظار نشر الأجزاء الثلاثة الباقية، حيث يعمل الأمير “بندر” على نشر العديد من المعلومات التي كانت تجري في كواليس الأحداث التي ضربت الشرق الأوسط في الأعوام الماضية.
وعن سبب وصف المعلم لـ “بشار الأسد” بـ “الولد”، تحدث “بندر” أنه التقى “الأسد” حينها وطلب منه التعاون مع التحقيق الدولي في قضية اغتيال “الحريري” بعد أن اُتهم نظام الأسد بقتله.
وقال “بندر” أنه نصح الأسد خلال اللقاء بتفادي غضب الملك “عبد الله”، وأضاف: “أخبرت الأسد بأن لجنة تحقيق دولية ستبدأ التحقيق، وقلت له إن اللجنة ستذهب إلى بيروت وتبدأ التحقيق ويريدون عدة أسماء من سوريا للتحقيق معهم، فسألني: من هم؟، قلت له: أخوك ماهر، وآصف شوكت، واللواء جامع جامع.
حيث صمت الأسد لدقائق ثم قال: التحقيق أين سيكون؟، قلت له: في مقر اللجنة في بيروت، فرد بشار قائلاً: أنه لن يسمح لضباطه بالذهاب إلى لبنان للتحقيق معهم، فعرضت عليه أن يأتي المحققين إلى دمشق، فوافق الأسد على العرض.
ويضيف “بندر”: أقنعنا لاحقاً الأمريكيين والفرنسيين بذلك، وجاء فريق فعلاً والتقى بفريق “بشار الأسد” وأخذ أقوالهم سراً.
إلا أن المحققين بعد مغادرتهم دمشق تحدثوا عن المتاعب التي حصلت معهم هناك، حيث أن مترجم ضباط “بشار الأسد”، لم يكن يترجم الأسئلة والأجوبة بشكل صحيح، وبأنه جرى تفتيشهم قبل دخولهم ولم يسمحوا لهم بتسجيل الجلسة، الأمر الذي تسبب بالحرج بين الملك “عبد الله” و”جاك شيراك” الرئيس الفرنسي.
مما أغضب الملك “عبد الله” وطلب من الأمير “بندر” بأن يعود لدمشق للقاء الأسد وإجباره على الموافقة على إرسال المتهمين للتحقيق في جنيف، وبعد لقائهما وافق الأسد على ذلك، وبعدها التقى الأمير “بندر” بالرئيس الفرنسي “جاك شيراك” ليخبره بأن الأسد وافق على إرسال المتهمين للتحقيق.
وخرج حينها الرئيس الفرنسي “جاك شيراك” ليصرح على الإعلام بهذه المعلومات، ليغضب “بشار الأسد” من هذا التصرف، ويجبر خارجيته على إصدار بيان تكذيب لـ “جاك شيراك” وبأنه لا يوجد أي شيء من هذا القبيل.
وبعد هذا الإحراج الكبير للسعودية أمام الرئيس الفرنسي، طلب الملك “عبد الله” من الأمير “بندر” بأن يذهب فوراً إلى الأسد ويخبره إما بأن يصدر بيان موافقته على إرسال المتهمين إلى لجنة التحقيق فوراً، أو أننا سنرفع يدنا عن الموضوع وليتم حله في المحاكم الدولية.
وحين وصول الأمير “بندر” إلى دمشق، استقبله “وليد المعلم” في المطار، حيث قال “وليد المعلم” لـ “بندر” بهمس، لكي لا يسمعهم السائق، دخيلك هالولد بيدخلنا في المشاكل، فقال له “بندر” يا “وليد” لن يدخلكم في مشاكل، لأنكم أصبحتم الآن في وسط المشاكل ولن تخرجوا منها.
مدونة هادي العبد الله