تخطى إلى المحتوى

بعد أن كان أحد أهم معالم دمشق نهر بردى يصبح مكباً للنفايات (فيديو)

تداول ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مقطعاً مصوراً يظهر فيضان مجرى نهر بردى بالقرب من قلعة دمشق التاريخية بكميات كبيرة من القمامة والنفايات.

وكانت قد عزمت حكومة النظام على معالجة تلوث نهر بردى بشكل جذري من المنبع وحتى المصب، وقامت بتخصيص محطتي معالجة “جمرايا والهامة” إضافة إلى محطة الزبداني، بحسب تصريحاتها.

وقامت أيضاً بإنشاء شبكات صرف صحي بقيمة 14 مليار ليرة سورية منذ عام 2017، إلا أن الإجراءات المتخذة تأخرت بسبب الإهمال والاستباحة.

ونظراً لتلازم الحاجة إلى المياه مع واقع الصرف الصحي الذي تعرض للتدمير خلال الأعوام السابقة، بدأت وزارة الموارد المائية في نظام الأسد بإجراءات الترميم للمنشآت المسؤولة على معالجة مياه الصرف الصحي التي تصب في النهر مباشرة وخرجت عن الخدمة، بحسب قولها.

وكان قد أكد مؤخراً معاون وزير الموارد المائية والري للشؤون الفنية في النظام السوري “أسامة الأخرس” أنه تم البدء بخطوات لإنقاذ نهر بردى، ومن المتوقع الانتهاء منها في العام 2020.

مشيراً إلى أنه يتم العمل حالياً على إعادة تأهيل قناة الجر من عقدة عين ترما إلى محطة المعالجة بتكلفة تقديرية تصل إلى 170 مليون ليرة.

كما يتم إعادة تأهيل منشآت محطة المعالجة الخارجة عن الخدمة بشكل تدريجي وفق الإمكانات المتاحة من الشركة العامة للصرف الصحي.

يذكرأنه كانت قد نفذت مديرية الموارد المائية التابعة للنظام في محافظتي دمشق وريفها جملة من الإجراءات الردعية بحق استباحة النهر من المشاريع السياحية والمطاعم المشيدة عليه، والتي تعتبر السبب الرئيسي لتلوث نهر بردى.

وكان قد كشف أحد تقارير الرقابة والتفتيش التابعة للنظام في العام الماضي عن قيام مستثمرين بتوسيع مطعهمهما القريب من نهر بردى على حساب الملكية العامة بحدود 1750 متر مربع على حساب ملكية النهر.

حيث صرح مدير الموارد المائية والبيئة التابعة للنظام في دمشق وريفها “محمود العكر” أن جملة الضبوط بعام 2018 وصلت إلى 12 ضبطاً بحق هذه المنشآت التي لم تراع الالتزام بالقواعد الصحية والبيئية حيال نهر بردى، مما فاقم حالة التلوث التي كان قد تعرض لها النهر.

الموضوع الذي أثار الصدمة لدى متابعي مواقع التواصل الاجتماعي عن ماذا حل بنهر بردى، الذي كان يتغنى به الشعراء لشدة جماله ونقائه، وانقسم المتابعين بين من حمل الموطنين ضمن المجتمع مسؤولية نظافة النهر وتفريطهم بهذا الأمر باعتبار أن “النظافة من الإيمان”، بحد قولهم.

أما القسم الآخر فحمل حكومة الأسد مسؤولية ما حل بنهر بردى، بسبب الفساد وجشع المستثمرين في إقامة المشاريع التجارية على مجرى النهر، لكسب المزيد من الأموال من رواد مطاعمهم على حساب نظافة النهر.

نهر بردى الذي أطلق عليه سابقاً اسم “براديوس” أي “نهر الجنة بردى” حيث ينبع من جنوب بلدة الزبداني ويتميز بغزارة مياهه، ليمر في سلسلة الجبال الشمال غرب دمشق، ويدخل المدينة بعد رحلة طويلة تصل إلى 65 كم، ويصب في بحيرة العتيبة شرقي المدينة مروراً ببساتين الغوطة.


مدونة هادي العبد الله


الوسوم: