تخطى إلى المحتوى

فتاة سورية في أوربا تتزوج بمهر أصبح حديث مواقع التواصل حول العالم

أقدم أب سوري على تزويج ابنته بمهر معجله ” القرآن الكريم” ومؤجله “100 دولار” معلناً ذلك في عقد الزواج بين ابنته والشاب الذي تزوجها وفق ما ظهر في تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب مقطع الفيديو الذي رصدته الوسيلة فقد ظهر رجل يدعى مصطفى حليمة ويجلس أمامه شاب ويضعان يديهما ببعض إضافة لشخص ثالث يقوم بعقد الزواج وفق السنة النبوية.

ويذكر الأب حليمة خلال العقد أنه زوج ابنته وتدعى “آلاء” بمهر معجله القرآن الكريم ومؤجله مبلغ 100 دولار فيطلب من الشاب أن يعلن قبوله الزواج من ابنة مصطفى حليمة بنفس المهر المذكور فيردد ذلك ويشهد بذلك شهود سمع صوتهم خلال التسجيل ثم يختم عقد النكاح بقراءة سورة الفاتحة.

وانتشر عقد الزواج المصور على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعية وتناقلته صفحات وشبكات إعلامية لكونه سابقة مع غلاء المهور وشروط الزواج الصعبة التي يفرضها بعض الأهل على الشباب الراغبين بالزواج.

وقال مغتربون سوريون لموقع الوسيلة إن عقد النكاح تم في أوروبا والأب السوري مصطفى حليمة من مدينة الرقة من “الدبسي والحويوات” مشيرين إلى سمعتهم الطيبة في سوريا.

وأثار العقد المتداول بين الشباب متابعة وتفاعلاً واسعاً فتباينت آراؤهم بين مصدق لعقد الزواج ووجود هكذا أهل وبين مشكك بصحة الفيديو بحجة عدم وجود أشخاص آخرين غير الأب والشاب وكاتب العقد.

وبغض النظر عن الجدال الحاصل بين الشباب فيما يخص العقد فإنه يعكس معاناة الشباب المقبلين على الزواج وصعوبة تأمين المهور وعدم قدرتهم على دفعها خاصة مع مُبالغة الآباء فيه.
ويرى متابعون أن عقد النكاح الشرعي لابد له أن يكسر قاعدة غلاء ومبالغة المهور وأن يحتذي به آباء الفتيات الآخرين.

ويعاني الشباب في سوريا من ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور وتعنت الأهل في التضييق على الشباب المقبلين على الزواج ما يجعل الكثيرين منهم يعزف عن الزواج المبكر ويفكرون ببناء مستقبلهم قبل الشروع في الزواج.

كما يتسبب غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج تهديداً للزواج وتدميراً له ويضاعف العنوسة في صفوف الفتيات السوريات وسط إصرار الأهل على التشديد في المهور وضمانات تزويج بناتهم.

وكانت الحرب التي عصفت بالبلاد منذ 8 سنوات أحد أهم أسباب معاناة الشباب وعدم استقرارهم بعد أن ضاعت أحلامهم وخسروا بيوتهم وأموالهم ودراساتهم مجبرين على الهجرة إلى أوروبا عدا عن مئات الآلاف من الشباب والرجال الذين فقدوا حياتهم في سوريا ما جعلهم يعيشون ظروفاً مادية قاسية.

الشباب السوري يشتكي من صعوبة الحصول على زوجة في أوروبا .. لماذا

بعكس الاعتقاد الشائع بأن البنات على قارعة الطرقات في أوروبا، يتحدث الكثير من الشباب السوريين اللاجئين في أوروبا، عن صعوبة الحصول على شريكة الحياة.. فأكثرهم كان يحمل أوهاماً خرافية قبيل مجيئه إلى أوروبا، بأن الفتيات هنا يعرضن أنفسهن على الشباب في الشوارع، وبأعداد كثيرة، وما عليه سوى أن يختار أجملهن.. ولا بأس من التجريب والتنويع..!

لكن الصدمة كانت كبيرة عندما اكتشف هؤلاء أن لا يوجد أي شيء من هذا القبيل، فاتجهت جهودهم للاستقرار مع زوجة واحدة، وهنا كانت الصدمة الأكبر، عندما تبين أنه حتى هذه ليست متاحة.

لماذا..؟

لم يكن يخطر ببال أحمد الذي قدم إلى ألمانيا بعمر 26 عاماً، وها هو يقترب من الثلاثين، أنه سوف يعاني من صعوبة الحصول على زوجة إلى درجة اليأس.

يقول إن أحلاماً كثيرة راودته وهو قادم إلى هنا، وكيف أنه سيتزوج من فتاة ألمانية جميلة، وأخذ يتصور شكل العلاقة معها في أكثر من موقف. لكنه مع الأشهر الأولى أدرك كم أن هذا الحلم صعب التحقيق، لأن الفتاة الأوروبية من وجهة نظره، لا تحب ولا ترتبط مع أي شخص، دون أن تتعرف على أفكاره وتختبر الكثير من الجوانب فيه، بينما صعوبة اللغة والتواصل تحول دون تحقيق هذا الأمر.

ومن جهة ثانية يرى أحمد، أن الطامة الكبرى كانت كذلك بصعوبة الارتباط بفتاة سورية، إذ أن أغلب اللاجئين إما عائلات تحتوي على أطفال فقط، وإما في حال وجدت فتيات، فإنهن على الأغلب إما أرامل أو مطلقات، ولديهن أطفال.

ويضيف كذلك، أن مفهوم السترة والبحث عن الرجل “الشغيل والكسيب” والخلوق، الذي كانت تتمسك به العائلة السورية سابقاً، لم يعد موجوداً هنا، حيث أن الغالبية أصبحوا يطلبون مهوراً كبيرة لبناتهم، وشروطاً تعجيزية، قد تصل إلى حد التهديد بالتذكير، بأن السيد في أوروبا هو المرأة وليس الزوج..

خيارات عربية

الكثير من الشباب السوريين، باتوا على قناعة بأن الارتباط بالفتاة الأوروبية صعب جداً، إن لم يكن مستحيلاً، وفرص حدوثه لا تتعدى الواحد بالألف، وغالباً ما تكون الفتاة أكبر من الشاب بعشر سنوات على الأقل.

لذلك يعترف فراس، المقيم في فرنسا، وهو شاب تجاوز الثلاثين عاماً ولم يتزوج بعد، يعترف بصعوبة الحصول على زوجة سورية في أوروبا، وفقاً للأسباب التي ذكرها أحمد، ويضيف عليها بأن تمرد المرأة السورية على زواجها السابق، جعل المرأة السورية في أوروبا حديث الشارع ووسائل الإعلام، وهو ما انعكس سلباً على سمعة هذه المرأة بحسب رأيه.

ويتابع فراس، أنه في بعض الدول الأوروبية هناك جاليات عربية كثيرة، مثل فرنسا، التي يتواجد فيها أعداد كبيرة من المغرب العربي، الجزائر والمغرب وتونس، وهو ما يعتبره خياراً إضافياً في حال قرر الشاب السوري الارتباط والزواج.

وبحسب قوله، فالمرحلة القادمة ستشهد ارتباطات من هذا النوع، نظراً لأن الكثير من السوريين الذي أتوا إلى فرنسا في العقود الماضية، استطاعوا أن يؤسسوا أسراً رائعة من خلال الارتباط بزوجة من دول المغرب العربي.

أما محمد، المقيم في فرنسا كذلك، فإنه يعارض فراس في هذه الفكرة، ويرى أن هناك كذلك صعوبة في الارتباط بزوجة من المغرب العربي، يرجعه إلى اختلاف العادات والعقول، بين المجتمع السوري والمجتمع المغاربي.

ويرى، أن المرأة المغاربية، ليست أقل تمرداً من المرأة السورية، بل ربما أكثر بكثير، لافتاً إلى أنه من خلال نظرة عامة على المجتمع المغاربي المقيم في أوروبا، فإنك نادراً ما تجد رجل أو امرأة، ليسوا مطلقين، أو متزوجين للمرة الثانية أو الثالثة، وأحياناً الرابعة.

ولا بد أن نشير قبل الختام، بأن الزواج من سوريا في الداخل، هو صعب للغاية، بسبب صعوبة إجراءات لم الشمل، والتي تحتاج إلى فترة طويلة، وشروطاً أشبه بالتعجيزية.

خاتمة

نعتبر هذا الموضوع مادة للنقاش بين السوريين المقيمين في أوروبا، والذي نرجو أن يكون موضوعياً، لكي نصل في النهاية، إلى مادة أكثر دقة، نقف من خلالها على طبيعة هذه المشكلة ومدى تأثيرها على المجتمع السوري في الغرب.

المصدر : موقع الوسيلة