انطلاقاً من المثل الألماني المشهور “العمل الصالح هو الذي يدوم طويلاً”، حيث ينطبق هذا المثل على عائلة سورية لاجئة تمتاز بأمانتها، وتقيم في مدينة هولتسمندن بولاية ساكسونيا الألمانية، حيث كانت قد عثرت هذه العائلة لى مبلغ مالي ضخم وقامت بتسليمه للشرطة.
حيث ذكرت إحدى وسائل الإعلام الألمانية اليوم، أن العائلة السورية والتي كانت قد عثرت على مبلغ 14 ألف مارك وهي عملة ألمانيا القديمة، ويقدر بحوالي “7158 يورو”.
وذلك في داخل غطاء سرير كانوا قد اشتروه من منظمة “تافل” غير الربحية، إلا أن العائلة قامت بتسليم المبلغ فوراً للسلطات المختصة.
إلا أن السلطات الألمانية قررت إعادة المبلغ كاملاً للعائلة السورية، وذلك بسبب عدم ظهور المالك الحقيقي للمال حتى الآن.
وبحسب عمدة هولتسمندن “يورغن داول” إن قرار إعادة المال إلى الاسرة السورية، صدر لعدم سريان القواعد القانونية في العثور على شيء مفقود.
حيث أن العائلة السورية تعتبر ضمن القانون الالماني هي المالكة لغطاء السرير الذي اشتروه من منظمة “تافل”، وبالتالي فإن المال المعثور عليه يجب أن يعود لها كونها “مالك ثانوي” في ظل غياب المالك الحقيقي للمال.
يذكر أن العائلة السورية كانت قد عثرت على المال في عام 2017، وحينها صرحت “جيهان عبد الله” أم العائلة، إنها حين عثرت على المال قررت على الفور تسليمه للشرطة.
وأضافت قائلةً: “أنا وعائلتي لم نتردد لحظة في إعادة المال، وذلك لأننا قد لقينا الخير الكثير في ألمانيا، وأردنا بعملية إعادة المال أن نقوم بشيء من رد الجميل بالمثل”.
كما أنه من تاريخ تسليم المال للشرطة الألمانية، تم وضعه في مكتب المدينة للأشياء المفقودة، والذي لديه مبدأ في حال لم يظهر صاحب الشيء المفقود خلال مدو 6 أشهر، فيجب أن يعاد الشيء المفقود إلى الشخص العاثر عليه.
إلا أن منظمة “تافل” كانت قد طالبت بالمبلغ أيضاً من مكتب المدينة، باعتبار أن غطاء السرير كان موجود عندها وهي من باعته وأنها صاحبة الحق فيه.
ولهذا السبب تقرر التمهل بخصوص تسليم المال للعائلة السورية، وخاصةً أن منظمة “تافل” هي منظمة غير ربحية وهي للنفع العام، ولن تستغني عن حقها فيه.
ولعل مثل هذه الحوادث تكررت أكثر من مرة، الأمر الذي يشهد للاجئين السوريين ولمدى أمانتهم ونزاهتهم، حيث كان عثر لاجئ سوري يقيم في مدينة مندن الألمانية على مبلغ 150 ألف يورو، في خزانة ملابس حصل عليها بتبرع من أحد الأشخاص.
حيث أنه تواصل مع مكتب الهجرة في المدينة وأخبرهم بذلك وقام بتسليم المبلغ إلى الشرطة الألمانية لإعادة إلى مالكه الحقيقي.
مدونة هادي العبد الله