تخطى إلى المحتوى

ضباط مخابرات الأسد الذين اعتقلوا في ألمانيا

بعد إلقاء الشرطة الألمانية في العاصمة برلين يوم أمس الأربعاء القبض على مواطنين سوريين للاشتباه في ارتكابهما انتهاكات لا إنسانية خلال عملهما مع جهاز المخابرات التابع للنظام السوري في العامين 2011 – 2012 .

حيث أفاد بيان المتحدثة باسم مكتب المدعي الاتحادي الألماني بأن الضابطان هما العميد أنور رسلان (56 عاماً)، الذي شغل منصب مسؤول التحقيق في الفرع 251 أو ما يسمى فرع الأمن الداخلي في منطقة الخطيب بدمشق، والمساعد في فرع المخابرات إياد العمر (42 عاماً).

وتدور شبهات قوية حول مشاركتهم في ممارسة أعمال لا إنسانية بحق نشطاء معارضين للأسد، وذلك قبيل مغادرتهم دمشق في عام 2012.

فيما أوضح الادعاء الألماني أن الموقوف “أنور رسلان” خلال توليه منصبه الأمني في الفترة بين نيسان 2011 حتى أيلول 2012، كان يأمر بعمليات ضد الإنسانية.

وسبق للعميد “أنور رسلان” أن شارك بصفة استشارية ضمن الوفد العسكري المرافق لوفد الائتلاف السوري المعارض في مفاوضات جنيف عام 2014.

وأثارت مذكرات الاعتقال بحق الضابطين ردود أفعال عديدة بين مؤيد ومعارض، وخاصة أن الضابطين قد تركا منصبيهما وانشقا مبكراً عن نظام الأسد وخرجا من سوريا.

وقال المحامي “أنور البني” في الحديث عن هذا الموضوع “إن تغيير موقف أو موقع أي شخص لا يعفيه أبداً من الملاحقة عن الجـ,رائم التي ارتكبها، وخاصة عندما تكون جـ,رائم ضد الإنسانية، وتغيير موقفه يعنيه وحده ولا يعني الضـ,حايا بأي شكل”.

بينما كشف العميد المنشق “أحمد رحال” عن وجود اعترفات خطيرة كان قد أدلى بها ضابط المخابرات السابق في نظام الأسد العقيد “أنور رسلان” وذلك بعد اعتقاله في ألمانيا مؤخراً.

وقال العميد “أحمد رحال” في تغريدةٍ عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر: “اعترافات العقيد أنور رسلان بألمانيا أودت لاعتقال ضابط مخابرات أسدي بفرنسا، حيث قال رسلان باعترافاته أن مهمتهم القدوم بصفة لاجئين لمتابعة ومراقبة السوريين وجمع المعلومات عن الناشطين وتقديمها لمجموعات أخرى تتبع لنظام الأسد وموجودة بأوروبا”.

وأضاف العميد “أحمد رحال” بحسب اعترافات “أنور رسلان”: “مهمة المجموعة الأخيرة تصـ,فية الناشطين المعارضين للأسد بطرق مختلفة، ومنها القتـ,ل بالغابات أو كالذين وجدوهم بشققهم أو عبر حادث سير أو عبر حادث سرقة”.

وأردف العميد “أحمد رحال” قائلًا: “إن الشرطة الأوروبية تعيد التحقيق بالظروف التي قتـ,ل فيها كافة السوريين في الدول الأوروبية بناءاَ على المعلومات الجديدة التي أدلى بها أنور رسلان”.

ويتابع العميد “أحمد رحال” في تغريدة آخرى، قائلاً: “بالعودة لبعض أعضاء الإئتلاف السوري المعارض وسؤالهم عن الجهة التي رشحت العميد أنور رسلان ليكون عضواً بوفد المفاوضات عام 2014 كمستشار عسكري للوفد، تبين أن “أحمد الجربا” هو من رشحه ووضع اسمه ضمن الوفد، باعتباره رئيس الائتلاف السوري المعارض سابقاً”.

فيما دعت جهات ومنظمات أخرى السلطات الألمانية إلى أن يتم التأكد أكثر من مشاركة الضباط في عمليات التعـ,ذيب الوحشية بحق المعتقلين في سوريا، معتبرين أن الموضوع يرجح أن يكون انتـ,قام من النظام السوري ضد هذين الضابطين.

يذكر أن العميد “أنور رسلان” كان قد وصل إلى ألمانيا عبر الأردن وأقام كلاجىء منذ العام 2014، بينما وصل المساعد “إياد العمر” إلى الأراضي الألمانية في عام 2018.

ويتجه القضاء الأوروبي في الفترة الأخيرة إلى اتخاذ اجراءات أكثر جدية تجاه الجـ,رائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين والمعتقلين.

مستنداً على دعاوى قضائية رفعت من قِبَل مواطنين أوروبيين، إضافة إلى شهادات لعشرات الحالات التي لجأت إلى العيش في دول الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الماضية.

وتعد ألمانيا والنرويج والسويد دول لها اختصاص قضائي عالمي بشأن جـ,رائم الحرب، ما يمكنها من ملاحقة مرتكبي جـ,رائم الحرب في الخارج ومحاكمتهم.


مدونة هادي العبد الله