تفاءل الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، يوم أمس الخميس، بالوصول إلى حل للأزمة السورية، وقال أن الحل بات قريب المنال أكثر من أي وقت مضى.
وأفاد “أردوغان” خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، والإيراني “حسن روحاني”، عقب قمة ثلاثية حول سوريا في مدينة سوتشي الروسية، قائلاً: “لا نرغب برؤية مأساة إنسانية جديدة في سوريا”.
كما أكد “أردوغان” أن الأمل بالوصول إلى حل للأزمة السورية، لم يكن قريب المنال مثلما هو عليه الحال اليوم، قائلاً: “لقد قطعنا مسافة مهمة في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
وأصر “أردوغان” على وعود بلاده بمواصلة الالتزام بما يقع على عاتقها في إطار اتفاق محافظة إدلب شمالي سوريا، قائلاً: “أجرينا مشاورات حول الخطوات اللازمة لإنهاء الاشتباكات في إدلب”.
مؤكداً على أنه “نقلنا لنظرائنا الروس والإيرانيين توقعاتنا بالتزام نظام الأسد بوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد، والحفاظ على وضع الهدوء والاستقرار فيها”.
وأردف “أردوغان” بالقول: “لن نسمح بإنشاء حزام إرهـابي على حدودنا الجنوبية”، كما جدد عزم تركيا وإيران وروسيا على التحرك المشترك حيال التطورات الاستفزازية في المنطقة.
ولفت “أردوغان” إلى أهمية قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بسحب قواته من شمالي سوريا في حال تم تطبيقه، مضيفاً: أنه “يجب أن لا يتسبب الانسحاب الأمريكي المرتقب من سوريا في حدوث فراغ أمني، كي لا تستغله تنظيمات “ب ي د” و”ي ب ك” و”داعش” الإرهـابية”.
وبخصوص لجنة صياغة الدستور الجديد لسوريا، قال “أردوغان”: “نأمل تفعيل لجنة متوازنة لصياغة الدستور في سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وبأقرب وقت ممكن”.
كما قال “أردوغان” بخصوص مسألة عودة اللاجئين: “إن بلاده تنظر بإيجابية لهذا الموضوع، وتدعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة”.
وأشار “أردوغان” إلى أن “تركيا تستضيف أكثر من 3.5 ملايين سوري، لتكون بذلك تركيا الدولة التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم”.
وأوضح “أردوغان” أن “310 آلاف سوري عادوا إلى المناطق المحررة من الإرهـاب في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون شمالي بلادهم”، وأن “تركيا اتخذت خطوات لترميم المشافي والمدراس والبنية التحتية في تلك المناطق”.
وأعرب “أردوغان” عن اعتقاده بإمكانية تطبيق النموذج نفسه في مدينة منبج وفي مناطق شرق الفرات، وذلك عقب تطهيرها من الإرهـاب.
ولفت أردوغان” إلى أن “تركيا أنقفت 35 مليار دولار على اللاجئين السوريين، وأن الاتحاد الأوروبي تعهد لتركيا بتقديم 6 مليار يورو لمساعدة اللاجئين السوريين، إلا أنه لم يقدم لغاية الآن سوى مليار و750 مليون يورو”.
كما شدد “أردوغان” على أن “الأراضي السورية هي للشعب السوري، ويجب تقديم الدعم والمساعدة لإعادة النهوض بسوريا، بعد أن أصبحت خراباً”.
وكشف “أردوغان” في ختام القمة الثلاثية في سوتشي عن مكان القمة الثلاثية “الخامسة” حول سوريا بأنها ستعقد في تركيا، مضيفاً بأن “لسنا بصدد إيجاد بديل عن محادثات جنيف حول سوريا”.
وأضاف “أردوغان” أن الدول الضامنة الثلاثة “تركيا وروسيا وإيران” ملتزمة بمواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وشهد منتجع سوتشي جنوب غربي روسيا يوم أمس الخميس، قمة ثلاثية بين زعماء تركيا وروسيا وإيران، في إطار مسار أستانا لحل الأزمة السورية سلمياً.
وبحثت القمة ملفات عدة أبرزها صياغة دستور سوري جديد، وعودة اللاجئين، والحفاظ على وقف إطلاق النار بمحافظة إدلب السورية، إضافةً إلى الانسحاب الأمريكي المرتقب من شمال شرقي سوريا، وحق تركيا بحماية حدودها الجنوبية.
مدونة هادي العبد الله