تخطى إلى المحتوى

بندر بن سلطان: رئيس أمريكي هو سبب بقاء “بشار الأسد” حتى الآن

تحدث رئيس الاستخبارات السعودية السابق وأمين عام مجلس أمنها الوطني وسفيرها الأشهر لدى واشنطن الأمير السعودي “بندر بن سلطان”.

وذلك في الحلقة الثالثة من حواره مع “إندبندنت عربية” عن تراخي الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” تجاه نظام الأسد واستخدامه الكيماوي ضد المدنيين، وذلك بسبب مفاوضاته مع إيران حول الملف النووي.

وصرح الأمير “بندر بن سلطان”، بأن حلفاء واشنطن أصيبوا بصدمة وذهول، حين اكتشفوا لاحقاً أن مكاسب إيران في سوريا كانت بسبب مفاوضات أوباما معها حول الملف النووي.

ويقول “بندر” : “اكتشفنا أنه كان في ذلك الوقت يتفاوض مع إيران على الاتفاق النووي، وعلى أنه لا يريد القيام بأي خطوة تفسد هذه المفاوضات، في الوقت الذي كان الجانب الإيراني يستميت لرفع العقوبات”.

ويواصل “بندر” حديثه عن هذه النقطة قائلاً: “كان أوباما قلقاً من انسحاب الإيرانيين من المفاوضات النووية، والعجيب أن فرنسا وبريطانيا أرسلتا طائرات عسكرية إلى قبرص، لضرب أهداف الكيماوي السوري وغيرها في تحرك عسكري شامل مع الولايات المتحدة”.

كما تابع “بندر” بالقول: أن “الأمريكيون قالوا إنهم سيساهمون بالمعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي واستهداف أماكن السلاح الكيماوي داخل سوريا فقط”.

وأشار الأمير “بندر” إلى أن العاهل السعودي الراحل الملك “عبد الله بن عبد العزيز” تفاجأ بردة فعل أوباما ومراوغته.

حيث أفاد “بندر” بأن الملك “عبد الله”، قال في مكالمة هاتفية مع “أوباما”: “لا أصدق نفسي أنني يوماً ما سأعيش ورئيس للولايات المتحدة الأمريكية يكذب علي”، بينما كان “أوباما” يحاول الدفاع عن موقفه لا أكثر.

كما أكد الأمير “بندر” أن الخطوط الحمراء التي رسمها البيت الأبيض أكثر من مرة لرأس النظام “بشار الأسد” كانت مجرد فرقعات إعلامية ليس إلا.

وكشف “بندر” أيضاً أنه في ذلك الوقت بدأت الثقة تتراجع بين الرياض وواشنطن، نظراً لما تسببت به ضبابية المواقف التي كان يتخذها “أوباما” تجاه إيران ونظام الأسد، مضيفاً بأن ذلك جعل المسؤولين السعوديين يشككون في كل تحرك تقوم به الإدارة الأمريكية تجاه تلك القضيتين.

ويتابع “بندر” حديثه قائلاً: “لقد أصبح أوباما مثل بشار، من ناحية عدم المصداقية والوفاء بالوعود، بل إن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا يطلبون الوساطة السعودية، للتحرك لوقف الجـرائم بحق المدنيين السوريين على يد نظام الأسد”.

ويذكر “بندر” للمرة الأولى تفاصيل تعطيل “أوباما” للتحرك الذي كان مجهزاً ضد الأسد، ويقول: “التقيت برئيس الاستخبارات الأمريكي السابق ديفيد بتريوس، في أحد الاجتماعات في الأردن.

وقال لي ديفيد بتريوس إن مجلس الأمن القومي موافق على وضع حد لتجاوزات الأسد واستخدامه الكيماوي، ولما جئنا بأمر التحرك ليوقّعه أوباما قام الأخير بتأجيله وتجاهله”.

وأخيراً أفاد “بندر” أن بعد كل هذا التراخي من قبل الرئيس الأمريكي “أوباما” في تلك الفترة، الأمر الذي جرأ روسيا وإيران على التدخل في سوريا بشكل علني لترسيخ بقاء نظام الأسد وإعادة الحياة إليه، كما أن ذلك أصاب حلفاء واشنطن بصدمة وذهول وخيبة أمل.


مدونة هادي العبد الله