عادت جوقة الحضور “رؤساء البلديات” إلى أجواء القرن الماضي، خلال إلقاء رأس النظام “بشار الأسد” كلمةً أثناء استقبالهم يوم أمس الاحد، لتكيل لرئيسها آيات الشعر والمديح، مرددين نشيدهم المعهود “بالـ,دم بالروح نفديك يا بشار”، تليها “صفقة طويلة لطلائع البعث”، حتى يطلب منهم رئيسهم فيتوقفوا.
كما كان الحضور يتنافسون فيما بينهم خلال كلمة “بشار الأسد” بالشعر تارةً والمواويل تارةً أخرى، حيث تم مقاطعته في 30 مناسبة على الأقل، بالشعر أو كلام بالفصحى أو اللهجات المحكية، إلى جانب موال بلهجة سكان الساحل، المنطقة التي ينحدر منها الأسد، كما لوحظ مراعاة تنوع خلفيات المتدخلين مناطقياً لتشمل كافة محافظات سوريا.
خطاب “الأسد” الذي جاء بعد فترة صعبة في مناطقه لما تشهده من أزمات معيشية واقتصادية، حيث اعتبرت صفحات ومواقع وأشخاص موالون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي هذه المقاطعات ملخصاً لما ورد في الخطاب، ومعبراً عن طبيعة نظام الأسد التي لم تتغير على الرغم من كل ما عانته بسببها.
نضال معلوف: لا جديد في الخطاب
ومن الأشخاص الموالون لنظام الأسد والمنتقدون لخطابه الأخير وما حدث خلاله، حيث قال “نضال معلوف” رئيس تحرير موقع “سيريا نيوز” السوري الموالي للنظام، بأن المجلس الذي كان يلقى الخطاب فيه يجب أن يسمى بمجلس الشعراء.
ويضيف “نضال معلوف” أن خطاب “الأسد” لم يأت بأي شيء جديد قائلاً: “الجديد بأن مثل هذه الخطابات أنها لم تعد تستفزني، اسمعها وأنا ساهِم أحاول أن التقط الرسائل القليلة في الكلام الكثير، أن استمع إلى همس المعاني وسط كل هذا الضجيج، لا أجد شيئاً، ينتهي الخطاب وأعود إلى طاولتي أتابع عملي علّي استطيع إنجاز ما يفيد”.
ويتابع “نضال معلوف” في نقده لرؤساء المجالس المحلية بسبب ما قاموا به أثناء الخطاب قائلاً: “عم يقولوا وزعوا لكل واحد من الحضور بعد الخطاب جرة غاز، والأعضاء اللي عملوا جو جرة غاز مع بيدون بنزين”.
مكسيم منصور: الأسد يصف الحضور
ومن الأشخاص الموالون للنظام شخص يدعى “مكسيم منصور” يعمل في الإعلام السوري الرقمي بحسب ما كتب على صفحته على موقع فيسبوك، حيث وجه رسالته إلى الأسد بقوله إن مقاطعي خطابك والمشوشون عليك هم نفسهم جامعي اللايكات وماسحي الجوخ الذين تتحدث عنهم في خطابك، في نقدٍ واضح لكلام الأسد.
كما أرجع “مكسيم منصور” أزمات الشعب ومشاكل المعيشة والفساد بسبب تطبيل وتزمير أمثال هؤلاء الحضور، قائلاً: “هدول وأمثالهن متل ما عملوا تشويش ومقاطعة لكلمتك، عملوا مشاكل للشعب وطبلوا للتقصير وزمروا للفساد”.
وتابع “مكسيم منصور” موضحاً التناقض بين خطاب الأسد وكلام مسؤوليه قبل فترة، قائلاً: “صفة الدونكيشوتية، أطلقت على الناشطين على فيسبوك المنتقدين لأداء الحكومة، في مقال تافه نشره أحد مستشاري الحكومة، فيما أطلقها الأسد على المسؤولين الذين أضاعوا البوصلة”.
رضا الباشا: ينبه الأسد
وتفاعل الإعلامي المفصول من قناة الميادين “رضا الباشا” مع منشور “مكسيم منصور” وشاركه على صفحته الشخصية إضافة لمنشور آخر عن “الدونكيشوتات”.
ورأى “رضا الباشا” أن مفهوم “الدونكيشوتات” من فهم “بشار الأسد” هو ما يهمه رداً على مستشار حكومة النظام الذي طالب بقـ,تل واجتـ,ثاث المنتقدين لحكومته.
بشار إسماعيل: خلوني أتابع الخطاب قراءة
وكان قد أكد أيضاً الفنان الموالي للأسد “بشار اسماعيل” أن رؤساء المجالس المحلية هم منافقين، وقاموا بإجباره على إغلاق التلفاز وعدم سماع خطاب رئيسه الذي من المفترض أن يلتزم الإنسان بالأدب برأيه، مما اضطره إلى متابعة خطاب رئيسه قراءةً، بحسب ما نشر على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك.
حيث قال “بشار اسماعيل” في منشورٍ له: “من آداب الحديث أن لا تقاطع المتحدث كائناً من يكون، فكيف إذا كان المتحدث رئيس الجمهورية”.
وكان موقع “الخبير السوري” التابع لحكومة النظام، قد اتهم قبل أيام المتذمرين من أزمات الغاز أو الكهرباء، بالخيانة وبأنهم “دونكيشوتات بسيوف من فيسبوك”، ودعا إلى قطع واجتثاث الأصابع الآثمة التي استهوتها لعبة اللهو بثوابت الوطن، في إشارةٍ إلى منتقدي حكومة النظام بسبب الأوضاع المعيشية.
الأمر الذي برره “الأسد” في خطابه وأشار إلى أن “الدونكيشوتية” هي صفة المسؤول الذي أضاع البوصلة، للتخفيف من سخط الموالين له بعد اتهامهم بالخيانة من قبل الحكومة لانتقادهم الوضع المعيشي في بلادهم.
وكان رأس النظام “بشار الأسد” قد حذر أيضاً في خطابه من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الوضع الداخلي في سوريا، معتبراً أنها ساهمت في تردي الأوضاع في البلاد.
مدونة هادي العبد الله