تخطى إلى المحتوى

قصة الألمانية التي أوقعت بـ”النـازي” الذي عمل لدى الأسد

الألمانية “بياته كلارسفيلد” البالغة من العمر 80 عاماً، والتي كانت قد صفعت في عام 1968 “كورت غيورغ كيسنغر” وهو مستشار ألمانيا في ذلك الوقت، بعد مطالبتها له بالاسـتقالة من منصبه بسبب ماضيه ، بحسب ما ترويه صحيفة الغارديان البريطانية.

وبعد هذه الحادثة تفرغت “بياته كلارسفيلد” مع زوجها الفرنسي “سيرغه كلارسفيلد” إلى العمل في إلقاء القبض على عتاة النـ.ازية وأبرز مناصريها وتسليمهم إلى فرنسا لمحاكمتهم هناك.

وخلال بحثهم عن عتاة النازية عثروا على “ألويس برونر”، وهو مساعد “أدولف أيخمان”، أحد المخططين الرئيسيين للهولوكوست عام 1945، والذي هرب فيما بعد واستقر في العاصمة السورية دمشق منذ خمسينيات القرن الماضي.

وبدأ “ألويس برونر” العمل لصالح حكومة النظام السوري ولرأسه السابق “حافظ الأسد”، وفي نفس الوقت كانت حكومة النظام السوري ترفض طلبات ترحيل “برونر”، بل وحتى تنكر وجوده في دمشق أو عمله لصالحها.

“برونر” كان مسؤولاً عن جـ,رائم كثيرة أخرى، حيث قام سابقاً بمداهمات في مدينة نيس الفرنسية فترة الحكم النازي، وقام باختطـ،اف والد زوج “بياته” الفرنسي، وقام بقـ،تله لاحقاً، وقام القضاء الفرنسي بالحكم على “برونر” بالإعـ،دام غيابياً.

وحاولت “بياته” وزوجها الفرنسي “سيرغه” حينها جلبه إلى ألمانيا الشرقية لمحاكمته ولكن بدون جدوى، وكانوا قد طلبوا المساعدة من رئيس ألمانيا الشرقية في ذلك الوقت “إريك هونكر” بشكل مباشر وكان ذلك عام 1988.

وقام النظام في ألمانيا الشرقية حينها بإرسال طلب تسليم لدمشق خلال حكم “حافظ الأسد”، وذلك في الفترة التي قبل سقوط جدار برلين، ولكن لم رفض “حافظ الأسد” تسليمه.

كما حاولت “بياته” فيما بعد الوصول إلى مخبئه في دمشق، والقبض عليه بالتعاون مع الإسرائيليين، حيث كاد أن يحصل هذا الأمر فعلاً إلا أنه تم اكتشافه.

حيث أنها في ذلك الوقت قامت “بياته” باستعارة جواز سفر من إحدى خادمات منزلها، وغيرت من شكلها ومن تسريحة شعرها لتبدو مثل خادمتها، وسافرت إلى سوريا، وتمكنت من العثور على رقم هاتف ” ألويس برونر”.

حيث كان يعيش “برونر” تحت اسم مستعار هو “غيورغ فيشر”، وقامت “بياته” بالاتصال به مدعيةً أنها “نازية” وتريد تحذيره من أنه مستهدف، حيث قالت له: يتوجب عليك مغادرة شقتك فوراً لأن الإسرائيليين يعلمون أين أنت، فرد عليها بقوله: شكراً عزيزتي.

إلا أن “برونر” أخذ تحذيرها على محمل الجد وغادر مكانه فوراً، قبل أن تباشر الاستخبارات الإسرائيلية عملها وتم القبض على “بياته” في سوريا ثم أفرج عنها وتم ترحيلها بعد ثلاثة أشهر.

وبقي “برونر” في دمشق حتى وفاته في عام 2001 هناك، حيث كشفت تقارير صحفية أن وفاته كانت في ظروف مزرية داخل أحد الأقبية، وهو يبكي ويطلب الطعام ولا يجده.

مدونة هادي العبد الله