تخطى إلى المحتوى

سوري يفوز بجائزة أفضل طباخ لاجئ في العالم لعام 2019

حقق اللاجئ السوري “محمد الخالدي” جائزة أفضل طباخ لاجئ في العالم، وذلك خلال المهرجان الخاص بجوائز المطاعم العالمية “World Restaurant Awards” لعام 2019.

حيث تم إجراء المهرجان في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الاثنين الماضي بتاريخ 18 شباط، وجرت عملية اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من 100 شخص، تضم صحفيين في المطاعم وأصحاب نفوذ ومحترفين في مجال الطبخ من 37 دولة حول العالم.

كان الطباخ “محمد الخالدي” ذو الـ 39 عاماً، يمتلك مطعماً شهيراً في أحد أحياء العاصمة دمشق، كما كان يظهر على برامج الطبخ على عدد من المحطات التلفزيونية في سوريا وفي دبي، إلا أن كل ذلك تبدد بعد أن أصبح مطلوباً لمخابرات النظام، مما اضطره لمغادرة سوريا عام 2012 متجهاً إلى لبنان ومنها إلى مصر.

حيث قرر “محمد الخالدي” وزوجته أن يسافروا إلى أوروبا ويبدؤوا حياة جديدة هناك، وانطلقت رحلتهم من سواحل الإسكندرية باتجاه الشواطئ الإيطالية، لتستمر حوالي الـ 12 يوم في عرض البحر، وعلى متن قارب متهالك يحمل عدداً أكبر من طاقته، حتى لاقتهم دورية من خفر السواحل الإيطالي، حيث تم إنقاذهم بعد معاناتهم الويلات.

ليحط الرحال في العاصمة الفرنسية باريس، ولينضم بعدها إلى منظمة “الطباخون المهاجرون” في فرنسا، وهو مشروع يديره فرنسيون يهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن المهاجرين، ومن خلال هذه المبادرة ذاع صيت “الخالدي” كثيراً في أوروبا.

كما عمل “الخالدي” مع الطباخ الفرنسي “ستيفان جيغو” وهو أيضاً صاحب مطعم “لامي جان” في العاصمة باريس، على ابتكار أسلوب جديد في وجبات الطعام المقدمة جامعين بين الوصفات السورية والفرنسية في نفس الوقت.

وليبدأ بعدها برحلة نجاحه التي أوصلته إلى أشهر الطباخين في أوروبا والعالم، حيث شارك “الخالدي” أيضاً بالطبخ إلى جانب طباخين عالميين مشهورين، مدفوعاً برغبة أن يكون سفيراً للأكل السوري بطريقة احترافية.

مما دفع بلدية باريس إلى وضع صورة “محمد الخالدي” أمام مدخل “متحف اللوفر” كمثال على قدرة اللاجئين على الاندماج والعطاء الغير محدود في الدول الأوروبية.

وشارك بعدها “الخالدي” في عدة مناسبات ومسابقات دولية، كما بدأ بإعطاء دروساً في الطبخ في معظم دول أوروبا، ويحضر حالياً لإطلاق كتابين الأول يتحدث عن “تقنيات الطبخ السوري” من خلال تحويل الوصفة إلى تقنية.

بينما يتناول كتابه الثاني واسمه “هجرة الطعام”، كيفية تبدل ثقافة البلد والإرث الحضاري مع الهجرة إلى بلاد أخرى، بحسب وصف الطباخ “محمد الخالدي”.

“الخالدي” لديه 3 أطفال هم: آدم (9 سنوات)، وزياد (13 سنوات)، وعمر (16 سنة) جميعهم يتحدثون الفرنسية بطلاقة، وزوجته “ضحى” التي تأمل بالعودة إلى التعليم، وأمه التي كان لم يرها منذ سنوات، استطاعت الانضمام إليه قبل عامين من الآن.

إلا أن حلم العودة إلى سوريا لايزال يرافق “محمد الخالدي” حيث يقول في ختام حديثه: “سوريا هي أمي، زوجتي، حبي الأول، لا أستطيع أن أصف ما تمثله سوريا بالنسبة لي، أوروبا لم تعوضني عن سوريا، عودتي حتمية ولكن الآن هي مستحيلة”.

مدونة هادي العبد الله