تخطى إلى المحتوى

حياة البطل رامي السيد عدسة الثورة وعينها على الحقيقـة

تحرير طارق السيد

رامي أحمد عبد الحميد السيد من مواليد 11-1-1985 باباعمرو أكبر إخواته سنا لديه أخ واحد وأختين
درس إلى المرحلة الأساسية متزوج وله بنت واحدة (مريم) ولدت مريم في 3-7-2011.


عمل رامي بعد تركه للمدرسة كهربائي سيارت وانتقل منها إلى صيانة وبرمجة الهواتف الخلوية وبرع في هذا المجال و عرف في كل مدينة حمص بذكائه في عمله وإخلاصه وإتقانه له .


في بداية أيام الثورة وفي شهر آذار التحق رامي بأول المظاهرات التي خرجت في حمص وكان يهتف ملئ حنجرته بالحرية و إسقاط النظام وكان يعود إلى المنزل وقد بح صوته .


بدأ رامي بالعمل الإعلامي في الثورة بالتصوير بكاميرة جواله من نوع سوني أريكسون فكان يصور كل ما حوله من أحداث وكنت أستغرب من شجاعته حيث كان يقترب من رجال الأمن ويقوم بتصويرهم وكنت أخشى عليه كثيرا من بطشهم وكان يقول لي (الله بيحمينا) تطور رامي من حمله لكاميرة الجوال إلى استخدام كاميرا من نوع سوني ذات تصوير بدقة عالية فكانت كاميرته لاتفارقه ليلا و لانهارا ولم يكن رامي يصور في باباعمرو وحدها بل كان يغامر إلى مناطق أخرى ويصور كل ما تشاهده عدسته من احداث .


الفديوهات التي صورها رامي تتجاوز 1000 فديو ولم تكن الثورة يومها قد بلغت عامها الأول رفع أهما على قناته التي قام هو بإنشاءها على موقع يوتيوب باسم (syriapioneer) أو ( شبكة أخبار باباعمرو) ومن قبلها قناة (malkmadena2010)
وهذه بعض الفديوهات التي إلتقطها بكاميرة جواله
جمعة حماة الديار في باباعمرو 27-5-2011


الشهيد أحمد قاروط


لم يقتصر تصوير رامي للمظاهرات في حمص بل كان يصور الحواجز و المدرعات
باباعمرو جمعة ارحل دخول bmbعلى المتظاهرين


وتستمر مسيرة رامي وقامت قناة الجزيرة الإخبارية بعمل تقرير خاص عن رامي و عن كيفية التصوير والمخاطرة بالرفع والنشر في بدايات أيام الثورة فكان رامي أول ناشط يظهر بصوته وصورته من داخل حي باباعمرو في تقرير لأهم قناة إخبارية عربية


بدأ رامي بالتصوير المباشر لأحداث الثورة منذ بداية أيام الثورة و أول محاولة كانت لنا للتصوير المباشر في الشهر الخامس سنة 2011 ثم أتقن رامي كافة طرق وتقنيات البث المباشر وفي هذا الموقع يوجد عشرات الساعات التي قام الشهيد بتصويرها وبثها للعالم تم إغلاق موقع يوستريم وحذف المقاطع التي قام رامي ببثها.


وعلى الموقع الشهير bambuser يوجد أكثر من 100 ساعة تصوير مباشر لأحداث الثورة من مظاهرات وقصف وغير ذلك ,تم إغلاق الحساب على الموقع وحذف الفيديوهات التي قام رامي ببثها .


وقد نالت قناة رامي على موقع bambuser ترقيات خاصة من صاحبة الموقع تكريما لروح رامي رحمه الله .
كان رامي رحمه الله مثالا للشجاعة فكان يقتحم بكامرته أخطر المناطق وهذه بعض اللقطات التي صورها رحمه الله
حمص – باباعمرو – مداهمة الحي باصات الامن ومدرعات 22-9

حمص – باباعمرو – مداهمة الحي وانتشار المدرعات 22-9


باباعمرو جمعة المهلة العربية المدرعة تطلق النار

باباعمرو تمركز القناصين عند المؤسسة العامة 26 10 2011

باباعمرو تمركز المدرعات حول المؤسسة واطلاق النار 26 10 2011

مضاد الطيران في باباعمرو واطلاق نار واصابة المصور 29 10 2011

وهذا غيض من فيض من شجاعة وبطولة رامي
في مسيرته الثورية التي لم تقتصر على التصوير والبث المباشر فقط بل طور نفسه من خلال المداخالات على القنوات العربية والأجنبية بالصوت أولا ثم إنتقل إلى الحديث إلى الإعلام صوت وصورة في شهر شباط الأخير
هذه إحدى المداخلات على القناة التركية العربية قبل استشهاده بأيام
مداخلة الشهيد رامي السيد على القناة التركية العربية قبل استشهاده بأيام

كان رامي رحمه الله مصورا معتمدا لدى الكثير من وسائل الإعلام فوثق الكثير من التقارير الخاصة والعامة
تقرير للشهيد رامي السيد خاص بالعربية قبل استشهاده بأيام

آخر 21 يوم في حياته

كان رامي مع بدء الحملة العسكرية على حي باباعمرو متواجدا في الحي حيث أودع عائلته في حي الإنشاءات الملاصق لحي باباعمرو وعاد إلى الحي دخل إلينا في المكتب الإعلامي يحمل كاميرته وجهازه اللابتوب فقلت له لو بقيت مع زوجتك وابنتك فقال لا سأبقى معكم
كانت تلك الأيام الـ 21 عرفتني على رامي الرجل الحقيقي الذي تحدى الصواريخ والدبابات بكاميرته كان يصنع لنا الطعام ويقوم بكافة الأعمال المنزلية عند عودته من التصوير ويعمل على راحة الآخرين فكان يعطي جهازه اللابتوب لمن يحتاجه ويبقى معظم الوقت بدون لابتوب وكان يؤمن الإتصالات للناس لأننا كنا في باباعمرو مقطوعين عن كافة أنواع الإتصالات بإستثناء الإنترنت الفضائي المتواجد لدينا في المكتب الإعلامي فكان يجري الإتصالات عن طريق سكايب إلى الهواتف الأرضية والجوالة وما طلبه أحد إلا ولباه في هذا .
وثق رامي عشرات الفديوهات في هذه الأيام كان من أولها مقطع في المشفى الميداني الذي هز العالم حيث كان هذا المقطع هو الأول من نوعه في سوريا كلها نظرا لعظم المجزرة التي حدثت أمام المشفى الميداني وكان يبكي وهو يقوم بتصوير هذا المقطع
باباعمرو قصف المشفى الميداني فظيع جدا 6-2-2012

وغيره المئات من الفديوهات التي صورها في هذه الحملة التي أخذ على عاتقه تغطيتها كاملة وقد قام بالتغطية عن طريق التصوير المباشر أيضا .
كان رحمه الله مثالا للإنسان المتواضع المدبر عن الدنيا الراغب فيما عند الله وهذا أحد التسجيلات كان رامي وأصدقائه يقومون بالأعمال المنزلية ويغنون للثورة في المكتب الإعلامي
الشهيد رامي السيد قبل استشهاده بأيام يغني للحرية

وهذا فديو آخر يصور رامي فيه نفسه متوقعا شهادته قبل إستشهاده بـ 3 أيام

اليوم الأخير : 21-2-2012

صلى الفجر في المكتب وفتح جهازه اللابتوب ينشر أخبار وصور القصف على وسائل الإعلام استيقظت فوجدته جالسا وكان غاضبا وأنا أعلم ما يغضبه من دون أن أسئله لأن ما يغضبه هو حالنا في باباعمرو الذي لايخفى على أحد .
فقال لي رامي تعال وانظر ماكتبت على السكايب رسالة للعالم وقام بنشرها وهذه صورة عن نص رسالته الأخيرة التي كانت رسالة مودع ولو قرأتها لما تركته يخرج من باب المكتب في ذلك اليوم


خرج رامي إلى التصوير بحدود الساعة الواحدة ونصف ظهرا فقام بتصوير عدة مقاطع عن الدمار وذهب إلى المشفى الميداني وصور عدة حالات وجدناها في كامرته لاحقا وبعد مكثه في المشفى الميداني إلى الساعة الثانية تقريبا توجه إلى منزل عائلة الشهيد محمد كاخيا وكان أهل محمد لم يرو جثمان محمد بعد فاخذهم إلى مسجد الجيلاني حيث كان جثمان محمد وقام رامي بتصويره هناك وهذا الفديو كان آخر ما التقطته عدسة الشهيد رامي السيد

تظهر في التسجيل والدة الشهيد محمد كاخيا وهو أحد أبطال الجيش الحر ولم تكن تدري هذه الأم أنها بعد أقل من نصف ساعة ستفقد اثنين من أبناها بالإضافة إلى رامي وجرح آخرين خرج رامي من مسجد الجيلاني بسيارة بيك أب كان يقودها الشهيد جهاد عمرو وكان في مؤخرة البيك أب رامي و بقية أفراد الأسرة وفي طريق عودتهم وقبل منزل عائلة كاخيا بعدة أمتار بدأت تنهال الصورايخ عليهم وكأنها تلاحق السيارة ولا أدري إن كانت السيارة مستهدفة أم ذلك القصف كان عشوائيا وقد التقط هذا التسجيل في ذلك الوقت ويظهر فيه رامي وكان لازال قيد الحياة عند دخوله للمشفى الميداني هو وعائلة كاخيا

كانت إصابة رامي بليغة حيث وصلني الخبر بحدود الساعة الرابعة بإصابته فخرجت راكضا إلى المشفى الميداني والطريق محفوف بالقذائف والقناصين والدمار وصلت إلى المشفى وقد تعثرت ببقايا الدمار وأدميت قدامي ويداي وتمزقت ملابسي دخلت وكان رامي مسجى بالدماء وعلى قيد الحياة ويتكلم وكان يطلب الماء ليشرب وجروحه في شتى أنحاء جسده تنزف وكانت غرفة العمليات بداخلها الطفلة جودي كاخيا ولا غرفة أخرى لإسعاف رامي وفي هذا التسجيل يظهر فيه رامي وهو في المشفى الميداني وتظهر محاولة إسعافه
بقي رامي في غرفة الإسعاف أكثر من ثلاث ساعات ينزف وكنت ألقنه الشهادتين وأذكار الإستشفاء فينطقها وعند إنتهاء الأطباء من عملية الطفلة جودي بنجاح حملنا رامي إلى غرفة العمليات وكانت دمائه قد ملئت المكان بقي بين يدي الأطباء مدة خمس دقائق أو أكثر وفاضت روحه إلى بارئها وكانت آخر كلمة قالها قبل أن يدخل إلى الغرفة حين سألته رامي كيف شايف حالك ؟ فقال لي : الحمد لله
فديو وداع الشهيد رامي السيد

وهذا تسجيل آخر يودع فيه الأخ خالد أبو صلاح رامي داخل المشفى الميداني

وهذا التسجيل عند تكفينه حيث قمت أنا بتصويره ووداعه الوداع الأخير

دفن الشهيد رامي السيد في مقبرة الشهداء في حي جوبر المجاور لحي باباعمرو فكنا لانستطيع أن ندفن الشهداء في مقبرة باباعمرو بسبب القصف والحصار فكانت جثث الشهداء تنقل ليلا إلى جوبر ويقوم مجموعة من الشباب بالدفن هناك لم تسلم جثة رامي وجثث الشهداء في تلك المقبرة من دنس هذا النظام فبعد احتلال حي باباعمرو اقتحم النظام منطقة جوبر ونبش قبور الشهداء وفي هذا التقرير تظهر مقبرة الشهداء في جوبر بعد نبشها

قام النظام بنقل الجثث إلى المشفى العسكري في حمص ثم تم رميها في قرية كفرعايا وهناك قام أهل القرية بدفن الشهداء بجانب مدرسة الأمل ودفن رامي هناك ولازال هناك قبره إلى اليوم والله أعلم وقد إلتقيت بالشخص الذي قام بدفنه وهو ابن خال والدي فأقسم بالله أن وجه رامي كان كان كالنائم وبعض قطرات الدم مازالت تحت الكفن حمراء ندية ولا رائحة لجسده أبدا بحسب شهادته وهو حي يرزق .
كان لإستشهاد رامي وقع كبير جدا في وسائل الإعلام العربية والعالمية استشهد رامي في يوم الثلاثاء وفي يوم الأربعاء سمي هذا اليوم باسم أربعاء الشهيد رامي السيد


عند إستشهاده بثت القنوت الإخبارية خبر مقتله بشريطها العاجل وقامت بعمل تقارير خاصة عنه من هذه التقارير والبروموات
1- تقرير قناة الجزيرة

2- تقرير قناة العربية

3- برومو قناة CNN عن الشهيد رامي السيد

4- تقرير قناة BBC عن الشيهد رامي السيد

5-تقرير شبكة شام الإخبارية

6-تقرير برومو قناة أورينت عن الشهيد رامي السيد

7-برومو باباعمرو في عين الثورة عن الشهيد رامي السيد

9-برومو صور الشهيد رامي السيد

10- من قلب ام مصريه لشهيد بابا عمرو رامي السيد

أسست كتيبة في حمص باسم كتيبة الشهيد رامي السيد

حجة عن روح الشهيد رامي السيد


عمرة عن روح الشهيد رامي السيد

لم يتوقف عمل رامي بشهادته هناك من أكمل الدرب من بعده بقي المكتب الإعلامي الذي أسسه وسمي باسمه يعمل بنقل الحقيقة واستشهد أربعة من المصورين من المكتب هم الشهيد البطل خالد البكر و الشهيد البطل أحمد حمادة والشهيد البطل وائل الحمود والشهيد البطل علي الحمد
في نهاية هذا التقرير لا يسعني إلا الترحم على روح رامي الطاهرة رامي الأخ و الناشط والصديق و على أرواح جميع شهداء ثورتنا ثورة الكرامة ونعاهد روحهم الطاهرة بأننا على دربهم ماضون ولن ننساهم.


طارق السيد