تخطى إلى المحتوى

أردوغان يطرح خطته لعودة السوريين إلى بلادهم

قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” كلمةً خلال المؤتمر الوزاري السادس لعملية “بودابست” المعنية بإدارة ملف الهـ.جرة، والذي انطلق يوم الثلاثاء في مدينة إسطنبول.

وأكد “أردوغان” على أن صيغة المنطقة الآمنة التي قام بطرحها أثناء زيارته العاصمة واشنطن عام 2013، هي أنسب حل عملي لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

حيث استخدم “أردوغان” ورقة السماح للاجئين الموجودين على أراضيها بالهجرة عبر البحر للضغط على أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل دعم فكرة إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا برعاية تركية، محذراً إياهم من موجات هجرة جديدة قد تحصل.

ونبّه “أردوغان” دول العالم خلال المؤتمر بقوله: “إذا لم نستطع إعادة ملايين السوريين المقيمين في تركيا إلى المنطقة الآمنة، فإن أزمة الهجرة ستعود وستمتد إلى أبواب أوروبا عاجلاً أم آجلاً، وأود أن تدركوا هذا على وجه الخصوص”.

وكان قد انطلق مؤتمر الهجرة بمشاركة ممثلين عن 52 دولة، و7 دول بصفة مراقب، و14 منظمة دولية، وأضاف “أردوغان” حول إبقاء اللاجئين داخل حدود بلاده، أنه لا يمكن اعتباره حلاً لمشكلة الهجرة التي مصدرها سوريا.

حيث شدّد “أردوغان” على أن المزيد من الجدران والأسلاك الشائكة ليست حلاً لمنع الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن المهاجرين سيلجأون إلى وسائل جديدة للهروب مع استمرار حالة الحرب والفقر في بلادهم”.

كما أعرب “أردوغان” عن ثقته بأن أصدقائه الأوروبيين سيقدمون الدعم اللازم لبلاده، فيما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة المتفق على إقامتها في الشمال السوري بالقرب من الحدود الجنوبية التركية.

ويرى محللون أن كلام الرئيس التركي “أردوغان” خلال المؤتمر موجهاً إلى الدول الأوروبية التي وقعت على اتفاق الهجرة مع تركيا، ولا تزال ترفض إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث أن ذلك كان أحد الشروط الأساسية للاتفاق إلا انه لم يطبق من قبل دول الاتحاد الأوروبي.

كما أن هذا الكلام موجه أيضاً إلى روسيا وإيران، اللتين تواصلان الضغط من أجل تنفيذ عملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب السورية، إلا أن التنفيذ تأجل من أجل تمكين تركيا من إقناع الفصائل المتطـ،رفة الموجودة في إدلب من الموافقة على الخروج منها أو حل نفسها.

وتسعى تركيا منذ زمن بعيد إلى إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا، برعاية تركية من أجل استخدامها ملجأ مؤقت للاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا.

وبشكل مبدئي توافق روسيا وإيران على إقامة منطقة آمنة كهذه، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض أن تكون المنطقة الآمنة تحت الرعاية التركية، خوفاً من أن تعمل ضد التنظيمات الكردية المعادية التي ما زالت تعتبر حليفة للولايات المتحدة الأمريكية والموجودة في المنطقة، حيث تصّر تركيا على طرد هذه التنظيمات من المنطقة.

مدونة هادي العبد الله