تخطى إلى المحتوى

الصورة المسربة لبشار كشفت الكثير من المعلومات والاتفاقات

عقب تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً لرأس النظام “بشار الأسد”، حيث تعود الصورة إلى عام 2017، حين زار الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، قاعدة حميميم في مدينة طرطوس السورية.

تحدث “مصطفى سيجري” وهو رئيس المكتب السياسي لـ “لواء المعتصم” في الجيش الوطني التابع للحكومة السورية المؤقتة، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر اليوم الجمعة 22 شباط.

وقال “مصطفى سيجري” أن هنالك تفاصيل لعرض روسي مقدم للمعارضة السورية، يتضمن رفع اليد الروسية عن رأس النظام “بشار الأسد”.

وابتدأ “مصطفى سيجري تغريداته عبر موقع تويتر، قائلاً: “بات رأس بشار الأسد لوحده أقل من أن يضعه الروس على طاولة المفاوضات الجارية منذ مدة بعيداً عن الإعلام”.

وتابع “سيجري” قائلاً: “وبمناسبة تسريب هذه الصورة للأسد في حميميم، لا نجد حرجاً من الكشف عن بعض تفاصيل العرض الروسي، المقدم ضمن صفقة كاملة تبدأ بالإعلان عن وقف إطلاق النار، ورفع اليد عن الأسد، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة السورية”.

ويضيف “سيجري” ضمن تغريداته قائلاُ: “ومن ثم الذهاب نحو عملية سياسية لا مكان فيها للأسد ورموز نظامه، على أن يتم إشراك روسيا في التفاهمات المتعلقة بمناطق شمال شرق سوريا”.

ويكمل “سيجري” بأن الشرط الروسي يتضمن: “أن يكون هناك تعاون كامل بين المعارضة العسكرية وحلفائها من جهة وبين روسيا من جهة أخرى، وذلك لإخراج إيران والميليشيـ،ات المرتبطة بها من المنطقة بسياسة (الخطوة خطوة)”.

ووضح “سيجري” سبب تقديم روسيا لهذا العرض قائلاً: “روسيا اليوم تدعم تواجد القوات التركية في إدلب والشمال السوري ولعدة اعتبارات، أهمها خشية تكرار أخطاء الحقبة الأفغانية وتحول تركيا لقاعدة إنطلاق للمقاومة الشعبية.

وتحول الصراع في سوريا من ثورة شعب في مواجهة نظام الأسد، إلى حرب تحرير تبدأ بإعلان المقاومة ضد قوات الاحتلال الروسي وتنتهي بطرده من المنطقة”.

ويعلق “سيجري” على إمكانية تصديق الروس هذه المرة بقوله: “ويحسب للروس الخطوة الأولى باتجاه تركيا، والتفاهم حول عملية درع الفرات، بعد أن كانت كامل منطقة “غرب الفرات” هي مناطق نفوذ روسية، وكامل مناطق “شرق الفرات” منطقة نفوذ أمريكية”.

حيث تم ذلك بحسب اتفاق وزيري الخارجية الأمريكي السابق جون كيري ونظيره الروسي سرغي لافروف، مع إخراج تركيا من الملف السوري بشكل كامل، إلا أن روسيا لم تغامر بذلك وأدركت أهمية الحليف التركي لها”.

ويشير “سيجري” في كلامه إلى وجود غايات أخرى للروس من هذا العرض، قائلاً: “يبحث الروس اليوم عن الاستقرار الكامل في سوريا، وتعتبر تركيا الضامن الوحيد للمعارضة السورية، وصاحب المصلحة المشتركة في دعم الاستقرار وإنهاء الأوضاع السورية المتأزمة، وخصوصاً أن لتركيا البلد الوحيد في الأطراف المتنفذة حالياً وهي حدود جغرافية أكثر من 900 كم مع سوريا، بالإضافة للروابط الدينية والاجتماعية والثقافية بين البلدين”.

الأمر المثير للاهتمام أن كل هذه المعلومات جاءت عقب انتشار صورة لـ “بشار الأسد” كانت قد التقطت له خلال خطاب كان يلقيه الرئيس الروسي “بوتين” أمام جنود جيشه في قاعدة حميميم.

بينما كان “بشار الأسد” يقف بين الضباط خلف “بوتين” وراء جدار عليه العلم الروسي، وينظر بإذلال نحو الأرض، حيث نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن تقرير عرض في برنامج “ما وراء الخبر” على قناة “الجزيرة” في وقتٍ سابق.

وكان بوتين قد زار حميميم في نهاية عام 2017، وإثر تلك الزيارة نشرت صور ومقطع فيديو تظهر ضابطاً روسياً يمنع “الأسد” من اللحاق بالرئيس الروسي، خلال توجهه لإلقاء الخطاب أمام الجنود الروس.

كما أن صورة “الأسد” هذه انتشرت عقب خطاب ألقاه “الأسد” مؤخراً تحدث فيه عن السيادة وهاجم فيه الرئيس التركي “أردوغان” واصفاً إياه بأنه “أجير عند الأمريكي”.

الأمر الذي أثار سخرية الكثيرين، حيث كان قد ظهر “الأسد” في نفس المكان وهو يقول لوزير الدفاع الروسي: “لم أكن أعرف أنكم ستأتون شخصياً!”، (فالآن حتى تأكد العالم من هو الأجير).

مدونة هادي العبد الله