صرحت بعض المواقع اللبنانية حول ما انتشر مؤخراً في الصحف وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حول مطالبات الصحافة السورية التابعة لنظام الأسد، بإخراج الفنانين اللبنانيين من الدراما السورية.
وفي البداية تحدث أحد المواقع اللبنانية في إطار رده على هذه الحملة، أن الشاشات اللبنانية لم تقم بمقاطعة المسلسلات السورية، ومن قاطعها هي الشاشات الخليجية، وجميع الأعمال الفنية اللبنانية يكون فيها فنان سوري، على الرغم من أن شركة الإنتاج تكون لبنانية وليست سورية.
ودائماً ما يتقاسم بطولة الأعمال الفنية التي تنتجها شركات الإنتاج اللبنانية بطلان أحدهما لبناني والآخر سوري، فلبنان ليس محافظة سورية، حتى تقوم الدراما السورية بضمه لها على العلن، أو أن تقوم بإنهاء كل مزاياه.
وبالعودة إلى بداية أزمة الدراما السورية بعد مقاطعة أغلب القنوات للأعمال السورية، بسبب ولائها لنظام الأسد واعتمادها على رواياته ووجهات نظره في أية قضية، حيث غابت حينها الدراما السورية عن أغلب القنوات العربية الشهيرة.
واحتار حينها القائمون على الدراما السورية ماذا يفعلون، فلم يجدوا سوى مشاركة الفنانين اللبنانيين في الدراما السورية، حيث نجحت تلك الطريقة في استمرار عرض المسلسلات السورية على الشاشات اللبنانية والعربية.
إلا أن ذلك انعكس سلباً مع السنوات القادمة على المسلسلات السورية حيث غاب معظم الفنانون السوريون المشهورون عن المسلسلات السورية نظراً لاحتكار اللبنانيين لأدوار البطولة.
الأمر الذي دفع الصحافة الإعلامية السورية التابعة للنظام لتوجيه انتقادها للفنانين اللبنانيين المشاركين في الدراما السورية، ومطالبةً إياهم بالخروج من الدراما السورية على الفور.
كما أن بعض الفنانيين السوريين قاموا بانتقاد الفنانين اللبنانيين على العلن، ومنهم الفنانة “سلافة معمار” والتي صرحت بأن “الفنانات اللبنانيات جميلات ومناسبات وعارضات ولكنهم غير موهوبات للتمثيل”.
وتشير صحافة النظام إلى أنه إعادة نشر هذه الحملة ينحسر فقط على احتكار اللبنانيين لأدوار بطولة المسلسلات المشتركة، فصحافة النظام تريد فرض أسماء معينة على الجمهور العربي ممن صمدوا إلى جانب نظام الأسد في سوريا وبقيوا طوال فترة الحرب ولم يفكروا بمغادرتها، حرصاً منهم على استمرار سير عجلة الدراما السورية.
حملة صحافة النظام التي تدعي الغيرة على مصلحة الدراما السورية وتطالب بإخراج الفنانين اللبنانيين، يقابلها في الاتجاه الآخر خطاب يقدمه السياسيون والفنانون والقنوات في لبنان ضد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيهم، وفي كلا الحالتين تعتبر هذه عنصـ،رية.
وبحسب محللين وجدوا أنه اللافت في هذ الحملة أن الفنانين اللبنانيين والعرب كانوا قد تواجدوا في المسلسلات السورية منذ عقود، ولم تكن تبرز مثل هذه الدعوات على الإطلاق.
كما أن ذلك لا يعود لجودة الدراما التي كانت موجودةً قبل عام 2011، بل يعود لعنصر الإنتاج بالتحديد حيث كانت المسلسلات تنتجها شركات سورية، وليس كما هو الواقع الحالي حيث أصبحت المسلسلات تنتجها شركات لبنانية، كما هو الحال في مسلسلات الدراما العربية المشتركة التي يشارك فيها فنانون لبنانيون وسوريون، وهنا تكمن المشكلة.
مدونة هادي العبد الله