أكدت صحيفة إسرائيلية، أن هنالك توافق مبدئي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على مطالبات تركيا بإقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا، وذلك من أجل استخدامها كملجأ مؤقت للاجئين السوريين المقيمين في تركيا.
حيث قالت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية في أحد مقالاتها للكاتب “تسفي برئيل”، إن الولايات المتحدة الأمريكية تشترط على إقامة مثل هذه المنطقة في شمال سوريا، أن لا تكون تركيا هي المسيطرة الحصرية على المنطقة، وذلك خوفاً من تبعياتها ضد التنظيمات الكردية الموجودة في المنطقة والحليفة لواشنطن حتى الآن.
كما ذكرت الصحيفة أنه في خلال المباحثات بين واشنطن وأنقرة، تحاول واشنطن أن تجعل هذه المنطقة الآمنة في شمال سوريا تحت إشراف دولي أو عربي، إلا أن الأتراك يعارضون ذلك الأمر وبشدة ويطمحون إلى الحصول على السلطة الكاملة في المنطقة وطرد التنظيمات الكردية المعادية لأنقرة منها.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات “أردوغان” والتي قال فيها إن تركيا استثمرت حتى الآن 37 مليار دولار من مواردها في استيعاب أكثر من 3.6 مليوم لاجئ سوري.
حيث أن الجانب الاقتصادي لمشكلة اللاجئين السوريين وحتى وجودهم على أراضيها هو جانب ثانوي بالنسبة لتركيا، مقابل حاجتها الأساسية إلى إقامة منطقة آمنة خالية من التنظيمات الكردية المعادية لها على كامل حدودها الجنوبية مع سوريا”.
ونوهت الصحيفة إلى أن زعماء “تركيا وروسيا وإيران” بحثوا في قمة سوتشي خلال الأسبوع الماضي، إمكانية التوصل إلى حل في محافظة إدلب السورية لمنع عملية عسكرية كبيرة من حلفاء نظام الأسد عليها.
كما اعتقدت الصحيفة أن هذه الدول الثلاث “تركيا وروسيا وإيران” ستخطط لعملية مشتركة من أجل تطهير إدلب من التنظيمات المتطـ،رفة، حيث لم يتم الإبلاغ عن الطرق التي ستتبع من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأضافت الصحيفة أنه في حال بدء العملية العسكرية على إدلب، فإن تنسيق المواقف العسكرية التركية مع إيران وروسيا سيعمق الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن الأخيرة تنشغل بطريقة تمكنها من الانسحاب الهادئ من سوريا دون خطط أو استراتيجيات.
وكانت قد لمحت الصحيفة في نفس الوقت إلى أن سيطرة نظام الأسد على محافظة إدلب، ستكون عائقاً أمام متابعة العملية السياسية بخصوص سوريا، كما ستؤدي إلى خسارة بشرية كبيرة وموجة نزوح هائلة باتجاه الأراضي التركية.
الجدير بالذكر أن تصاعد وتير الأحداث بخصوص سوريا دفعت الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، ليقول أن بلاده لن تستطيع تحمل العبء بمفردها بعد اليوم في حال حدوث موجة هجرة جديدة.
وأضاف أردوغان أن إبقاء اللاجئين السوريين داخل حدود بلاده لا يمكن اعتباره الطريقة المثلى لحل مشكلة الهجرة التي مصدرها سوريا، معتبراً أن صيغة المنطقة الآمنة التي طرحها في السنوات الماضية، هي أنسب حل عملي لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
حيث استخدم “أردوغان” ورقة فتح الحدود التركية البحرية والسماح للاجئين الموجودين على الأراضي التركية بالهجرة، في سبيل الضغط على أوروبا وعلى الولايات المتحدة الأمريكية وعلى روسيا وإيران، من أجل دعم فكرة إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا برعاية تركية، مضيفاً بأن أزمة النزوح والهجرة ستمتد إلى أبواب أوروبا عاجلاً أم آجلاً.
مدونة هادي العبد الله