أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن بلاده تسعى إلى جعل منطقة إدلب (منطقة آمنـة تماماً)، مضيفاً أن أنقرة تتباحث مع موسكو وطـهران بهذا الشأن.
وقال أردوغان في خطابه في مدينة اسطنبول التركية إنه يتباحث مع روسيا وإيران حول محافظة إدلب، مشيراً إلى أنه “قد قطعنا شوطاً هاماً بهذا الخصوص”، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركيا اليوم السبت 23 من شباط.
كما أكد الرئيس التركي “أردوغان” عزم بلاده على إقامة المنطقة الآمنة المتفق عليها في شمال شرقي سوريا، سواء لمست تعاوناً من حلفائها أم لا.
وشدد “أردوغان” على أن المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإقامتها ستساهم في تسريع إعادة السوريين إلى بلادهم، مضيفاً أن حوالي 500 ألف نازح سوري ينتظرون أن تعيد تركيا الهدوء والاستقرار إلى مدينة منبج السورية من أجل العودة إليها.
ولفت “أردوغان” إلى أن الشعب الأوروبي يعيش في هذه الفترة بسلام بفضل التضحيات التي قدمتها تركيا في ذلك الإطار، منوهاً أن أنقرة لن تواصل تقديم تلك التضحيات إلى الأبد.
حيث يشير أردوغان في هذا التصريح إلى الخلافات الأخيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي على خلفية تعليق الاتحاد للطلب التركي بالانضمام إلى الاتحاد، كما أن “أردوغان ” يهدد أوروبا بأنه سيفتح الحدود للاجئين للهجرة إليهم.
تصريحات “أردوغان” تأتي بعد أيام من المحادثات بين الرئيسين التركي ونظيره الأمريكي “دونالد ترامب”، بحثا فيه المستجدات الأخيرة في سوريا، وأكدا على دعم العملية السياسية.
وكان قد اتفق الرئيسان التركي والأمريكي على مواصلة التنسيق فيما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة المتفق عليها في شمالي سوريا، كما اتفقا على تنفيذ قرار الولايات المتحدة بخصوص الانسحاب من سوريا، بما يتماشى مع المصالح المشتركة للجانبين.
وكان قد أعلن “ترامب” أمس الجمعة رغبته بإبقاء 400 جندي أمريكي في سوريا بعد سحب القوات الأمريكية، وأن نصف هذه الجنود سيكون في قاعدة التنف، وتزامن ذلك مع إعلان المتحدث باسم البنتاغون أن القوات الأمريكية ستنشئ منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا بإشراف قوة عسكرية من دول متعددة.
الأمر الذي دفع “أردوغان” ليقول في خطابه اليوم السبت: “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.
الجدير بالذكر أنه تشهد المناطق المحررة وخاصةً ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي قصفاً مستمراً منذ قرابة الشهر، ما أدى لوقوع ضحايا آخرها كان اليوم 4 مدنيين في مدينة خان شيخون، وكان في الأمس سقط 5 أطفال في مدينة معرة النعمان بسبب قصف قوات الأسد المستمر على المنطقة.
مدونة هادي العبد الله