تخطى إلى المحتوى

وزير لبناني يواجه رئيس لبنان ويصف التطبيع مع بشار بالعمل الشيطاني

خلال أولى جلسات الحكومة اللبنانية الجديدة، وبعد الانتهاء من إقرار جدول أعمال الحكومة، أخذ الكلام فوراً الوزير “ريشار قيومجيان” باسم وزراء “القوات اللبنانية”، في الجلسة التي عقدت يوم الخميس الماضي، بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية “ميشال عون”.

حيث احتج “ريشار قيومجيان” على تخطي وزير الدولة اللبناني لشؤون اللاجئين “صالح الغريب”، لمجلس الوزراء ولبيانه الوزاري من خلال زيارته إلى دمشق ولقائه أشخاصاً في نظام الأسد.

كما وصف “ريشار قيومجيان” ما فعلى “صالح الغريب” وما شاهده من “نصري خوري” الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري على شاشات التلفاز بـ “العمل الشيطاني”.

وقال “قيومجيان” في كلامه: “لقد اتفقنا على النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، ‏ونفاجأ قبل الجلسة بتحركات بعض الوزراء باتجاه نظام الأسد، ونحن نقول وبشكل منطقي إن أي خطوة من هذا القبيل يجب ‏أن تبحث في مجلس الوزراء، سواء ذهب الوزير إلى سوريا أو إلى أي مؤتمرات خارجية”.

وشدد “قيومجيان” على أن حزب القوات اللبنانية هو أول من طالب بعودة النازحين إلى سوريا اليوم قبل الغد، مضيفاً أن نظام الأسد يريد ابتزاز لبنان ويريد عودة النازحين السوريين بشروطه، وهو مالا نقبله.

وهنا تدخل رئيس الجمهورية “ميشال عون” محتجاً وداعياً إلى التمييز بين النأي بالنفس عما يجري في سوريا، وبين وجود 1.5 مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية، ليحتدم النقاش داخل الجلسة.

حتى تدخلت الوزيرة “مي شدياق” ممثلةً عن القوات اللبنانية، وسألت: “ولكن هل نظام الأسد يريد ‏عودة النازحين فعلاً؟، هذا النظام أدرج رئيس حكومتنا وقادة لبنانيين على لائحة الإرهـ،اب لديه، أين التضامن الحكومي واحترام مجلس الوزراء بأخذ الأذونات بالسفر؟”، مشيرةً بكلامها إلى سفر “الغريب” إلى دمشق.

وكان قد رد الوزير “صالح الغريب” قائلاً: إنه يرفض حملة التهويل، فإعادة النازحين السوريين لا تتعارض مع النأي بالنفس، وهو لم يذهب لفرض ‏أمر واقع بل ذهب لوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار‎”.

كما أن “التوصيف الشيطاني” لزيارة الغريب إلى دمشق ، كان قد احتج عليه الوزير “علي حسن خليل” ممثلاً عن حركة أمل، والذي رفض العودة إلى لغة السنوات الماضية، ‏وقال: “موقفنا هو بضرورة توسيع العلاقات مع نظام الأسد إلى أقصى الدرجات لمصلحة لبنان أولاً‎”.‎

وكان قد تدخل أيضاً وزير الشباب والرياضة “محمد فنيش” ممثلاً عن حزب الله اللبناني في الحكومة، قائلاً: “من حقنا أن نذهب إلى سوريا، ولا أحد ‏يمكنه أن يمنعنا من ذلك ومن غير المسموح العودة إلى لغة الشياطين”‎.

وتشهد الساحة اللبنانية في هذه الفترة قيام عدد من الأحزاب السياسية بالدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، في وقت يتخذ لبنان بتصريحاته الرسمية ما أسماها “سياسة النأي بالنفس”، بينما يواصل حزب الله اللبناني مشاركة نظام الأسد في حربه ضد الشعب السوري واحتلال أراضيه.

مدونة هادي العبد الله