أعلن وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” يوم أمس الإثنين، استقالته من منصبه وذلك عبر حسابه الشخصي على موقع “إنستغرام”، حيث قال “ظريف”: “أشكر الشعب والمسؤولين لحلمهم خلال عملي لمدة 67 شهراً، أشعر بالعـ.جز عن إكمال مهماتي، وأعتذر عن القصور خلال فترة عملي”.
وأتى إعلان “ظريف” استقالته بعد أن نشرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية صوراً لاجتماع المرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي” والرئيس الإيراني “حسن روحاني” وقائد فيلق القدس الإيراني اللواء “قاسم سليماني” مع رأس النظام “بشار الأسد” خلال زيارة الأخير إلى العاصمة طهران.
وسبق أن أشارت وكالات إيرانية إلى أن “ظريف” لم يكن على علم بزيارة “الأسد” إلى طهران، ما تسبب بانزعاجه وسط ضغوط من التيار المحافظ عليه “والذي ينتمي إليه ظريف”، ولاسيما بعد فشل اتفاق النووي الذي عقده “ظريف” بسبب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه.
حيث قال “ظريف” في أول تصريح له بعد إعلان استقالته: “يتعين علينا أولاً أن نبعد سياستنا الخارجية عن قضية صراع الأحزاب والفصائل، السم القاتل بالنسبة للسياسة الخارجية هو أن تصبح قضية صراع أحزاب وفصائل”.
كما نقل موقع “انتخاب” الإيراني عن “ظريف” قوله: “بعد صور اجتماعات اليوم بين خامنئي وروحاني وسليماني مع بشار الأسد في طهران، حيث تبين أنه لا يوجد أي مصداقية لجواد ظريف كوزير خارجية إيران في العالم”، في تصريح يؤكد على أن “ظريف” لم يكن على علم باللقاء.
بينما قالت وكالة “فارس” الإيرانية” أن مصدراً مطلعاً داخل وزارة الخارجية، قال عن استقالة “ظريف” من منصبه، “إن السبب في استقالته يعود إلى عدم التنسيق معه، من قبل كبار مسؤولي رئاسة الجمهورية الإيرانية لحضور لقاء الرئيس حسن روحاني مع نظيره بشار الأسد الذي زار طهران يوم أمس الاثنين”.
وكان “محمود واعظي” مدير مكتب الرئيس “روحاني” نفى نفياً قاطعاً في تغريدة على موقع تويتر، أن يكون رئيس الجمهورية قد وافق على استقالة وزير الخارجية “ظريف”، مرجحاً أن يعود “ظريف” عن قرار استقالته.
وأفاد النائب في مجلس الشورى الإيراني “أحمد علي رضا بيكي”، بأن “ظريف” كان قد قدم استقالته منذ أكثر من شهرين، ولا علاقة لذلك بزيارة “بشار الأسد” إلى طهران يوم أمس الاثنين.
وكان قد أدى “ظريف” دوراً مهماً في إبرام اتفاق النووي عام 2015 بين إيران ومجموعة “5+1” الغربية، ولكنه تعرض لهجوم من تيار المحافظين “المناهضين للغرب” في إيران، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق في شهر أيار الماضي، وأعادت فرض العقوبات على إيران والتي كانت قد رفعت سابقاً بموجب الاتفاق.
مدونة هادي العبد الله